الاثنين، 21 نوفمبر 2011

هل رحل حقا ثوار التحرير ؟!

عن رحيل من نزلوا لا يعلمون إن كانوا سيعودون مرة أخرى ولكنهم رحلوا ، عن من هم نزلوا دفاعا عن أرض هذا الوطن يوم الجمعة 18 نوفمبر لينادوا بإسقاط وثيقة السلمي  ليستعيدو أمل 25 يناير الذي نزعه العسكر بجفائهم من صدورنا ، خوفهم على البلد أنساهم أشغالهم وأعمالهم .

وعن جماعة الإخوان المسلمين ، التي أصبحت تحل محل كلمة "الخيانة " لدى البعض في المعجم اللغوي ، فلن أذكر هؤلاء بتاريخا عريقا أو مواقف إيجابية ، فقط بالضغوط التي تقع على الجماعة الآن سواء خارجية أو داخلية ، و ان الجماعة بإقرارها النزول رسميا ربما تحدد مصير مصر كلها ، وإن كان هذا لايكفي ، فأنا لا أرجو سوى أن يتناسى البعض صورة الشخصية الإخوانية التي تتمثل لديه في  محمد بديع الشخص الذي تكرهه أو أحمد أبو بركة الشخص الذي لا تطيق رؤيته أو البلتاجي الذي يسبب لك الإشمئزاز ، و تذكر جارك الإخواني الذي نزل معك يوم 28 يناير ، أو صديقك الإخواني الذي يرسم على وجهك البسمة بأرق الكلمات ، أو شيخك الإخواني الذي يوعظك ، أو طبيبك الإخواني الذي يساعدك ، وحاول ان تجد نفسك مصر على فكرة خيانة هؤلاء لك.

أما من هم رحلو عن التحرير ، فليس منهم من  يخون أحدا على موقفه ، لأن الوضع الآن لا يحتمل تخوينا أو تكفيرا ، إنما يحتمل صبر وإلتماسا للإعذار ، وليس أشد منهم حرصا على مصلحة الوطن برحيلهم ، فهم رحلو لأنهم أيقنوا تماما أن هذا هو أنسب مكانا لهم ليدافعو عن البلاد بطريقتهم . 

قبل أن تتعجل في الحكم على كلامي ، وتتهمني بالهذيان وربما "الخيانة " ، أنا لا أتحدث عن ما دار في بالك عن رحيلا ماديا ، إنما الرحيل المعنوي لشهداءنا الأحرار الذين لم نفقدهم حقا " ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله أمواتا  بل أحياءا عند ربهم يرزقون"
فالآن أجبني : هل رحل حقا هؤلاء ؟  
فالتحكم عندما ترى الصورة كاملة أولا