الخميس، 15 مارس 2012

أرادوا أن ينصفوا المرأة ، فظلموها !

طبيعيا أن نجد أنفسنا خلال اليوم العالمي للمرأة ،نفتح مجالا للنقاش حول مشكلات المرأة في المجتمع و نبحث حلولا لهذه المشكلات التي جذبت انتباه الكثيرين ممن يهتمون بحقوق المرأة.
و في مصر ، لا يستطيع أحد أن ينكر مشكلات المرأة و معاناتها في بعض الأماكن خاصة القرى و النجوع.
و قد تكون الأسباب التي أدت إلى مشكلات المرأة المصرية نتاج عادات و مبادئ سيئة اكتسبها المصريون مع مرور الوقت بسبب الفقر و الجهل و الأحوال المادية و الإجتماعية السيئة.
إلا أننا لاحظنا أن البعض يحاول إنساب هذه المشكلات إلى الدين الإسلامي و يدعونا إلى الإبتعاد عن مفاهيم هذا الدين عن المرأة لأنه -في رأيهم- قد أحط من شأنها.
كما أن الدعوى لا تقتصر فقط على البعد عن الدين ، إنما الأخذ من القيم و العادات الغربية و الأمريكية كان الأساس.
لا يستطيع أحد أن ينكر حقيقة النهضة الغربية رغم سيطرة النزعة المادية بحد كبير مما أدى إلى التواجد الأخلاقي المحدود في العلاقات الإنسانية ، لذلك نرفض أن ننقل من هذه الحضارة حلوها و مرها على السواء.
قدر لي أن أسافر إلى أمريكا للمشاركة في فعاليات مؤتمر نسائي جمع حوالي مائة فتاة من أنحاء العالم ، فأتيحت لي الفرصة أن أتعرف على العديد من المشكلات التي تقابل المرأة في المجتمعات المختلفة و خصوصا أمريكا. و كنت أعتقد أن مشكلات المرأة العربية تفوق مشكلات المرأة الغربية لما هو معروف من التحرر المتواجد في هذه المجتمعات ، لكن عامل القانون لا يتحكم في مشكلاتهن على قدر ما تتحكم فيها الظواهر الإجتماعية و اتضح أن مشكلاتهن قد تفوق مشكلاتنا حجما.
فما يقابل مشكلة الزواج المبكر في مصر و بعض الدول العربية ، مشكلة ممارسة الفتيات الجنس قبل الزواج في سن مبكر أيضا في هذه المجتمعات و الذي تتحمل عواقبه كلها المرأة فيما بعد حينما تجد نفسها حامل في سن السادسة عشر و لا تعلم كيف تتحمل و حدها المسؤلية كاملة ، وقد يعرض ذلك حياتها للخطر ، ناهيك عن الأضرار النفسية التي تعاني منها فيما بعد.
و من الجدير بالذكر أن سبب هذه الظاهرة كان يعتبر حلا في حد ذاته ، لإتحاة الفرصة للمرأة الغربية أن تعيش بحرية أكثر و تفك عنها القيود و تحدد مصيرها بنفسها ، فكانت النتيجة أنها تتحمل العبء كاملا وحدها و ربما تنتهي حياتها عند هذا الحد و تصبح غير قادرة على العطاء في مجالات أخرى كما أرادوا لها.
و مازال حتى الآن من يدافع عن هذه الظاهرة و يعتبر أنها تعكس التحرر و الرقى ، ولا شك أن الحامي الوحيد لهذه الظاهرة ليست فقط العادات و التقاليد الغربية التي ربما تعاني بشيء من التطرف.
أيضا القوانين التي تنظم المجتمع الغربي شاركت بحد كبير في انفلاته و معاناة المرأة فيه ، فالقوانين الأوروبية حللت الزنا في أوضاع خاصة بإعتباره جزء من الحرية الشخصية فجاء في القانون الوضعي الفرنسي في المادة 334 في 233
" لا يعاقب من يقدم على إغواء فتاة يبلغ عمرها أكثر من أربعة عشر عاما و يتخذ منها خليلة له مدة من الزمن فإن أعمال الفاحشة في هذه الحالة لا يدخلها أي عنصر آخر من شأنه أن يكون منها جريمة يعاقب عليها القانون"
فكان القانون في هذه الحالة يتيح الفرصة للرجل أن يغوى فتاة لم يتجاوز عمرها السادسة عشر بلا عقاب ، مع تجاهل تام للفطرة الإنسانية.
أما فيما يخص الرجل المتزوج فالجريمة لا تقع عليه إلا إذا وقعت منه في منزل الزوجية !

و مازال حتى الآن من يدافع عن هذه الجرائم التي ترتكب في الغرب و يوهم المرأة الغربية أن الإنحلال هو السبيل الوحيد للحصول على حريتها.
و هكذا كانت طريقة تعامل الغرب مع قضايا المرأة ، فهل نحن بحاجة إلى أن نستمد حقوق المرأة المسلوبة من هذه الثقافة الغريبة ؟!
الجواب واضح ، فبمقارنة التعامل الإسلامي لهذه الظاهرة مع التعامل الغربي ، نجد أن الإسلام عندما إعتبر الزنا جريمة ، كان ذلك إنصافا و تكربما للمرأة أكثر منه قيدا عليها.
وكان معنى الزنا في الإسلام : "هو كل وطء وقع على غير نكاح صحيح ، ولا شبهة نكاح و لاملك يمين"
و قال الإمام بن كثير " الزاني لا يخلو إما أن يكون بكرا و هو لم يتزوج ، أو محصنا و هو الذي وطيء في نكاح صحيح و هو حر بالغ عاقل" ، بمعنى أن الإسلام يعتبر الزنا جريمة و لا يفرق بين زاني درجة أولى أو زاني درجة ثانية !
و إعتبار الزنا جريمة في الإسلام الهدف منه في الأساس هو الحفاظ على حقوق الإنسان التي تشتمل حقوق المرأة و حفظ النسل و الكرامة الإنسانية .

إذن فإدعاء البعض أن الدين الإسلامي قيد حرية المرأة و أنصف الرجل ليس في محله ، و السبب الحقيقي وراء المشكلات التي نعانيها في المجتمع الآن سببها البعد عن الدين في الأساس و التقليد الأعمي للغرب ، وعدم الثقة في قوة وكمال الدين الإسلامي الجميل الذي أعطى أفضل الأمثلة على الإطلاق في تكريم الإنسانية و مهما حاول الإنسان أن يضع قوانين من صنع عقله لن تصل إلى حد الكمال الذي وصل إليه الإسلام.

الجمعة، 2 مارس 2012

ممن أستاء؟



من قوم لا تدمع اعينهم حين أبكى ، من رفاق يسخرون من حلمى ،من أصدقاء لا يعرفونى وقت حزنى 
حطموا فيا جميلأ ، دمروا حسنى وخُلقى
كيف أبكى وعلمونى ألا أبكى ؟ 
غرسوا فيا جفاءاٌ حين أبكى، جمدوا دموعى حين أبكى 
 قيدوا الفرح الجميل بقيود الذنب والأخطاء ،
عذبوا الضمير النظيف حين لطخوا فيه الرزائل
 كيف انظر فى وجوه القبح وادعى ابتسامة من سرورٍ ؟  
هل ابالغ حين انزع كرامتى من أيد رسمت على وجهى ؟
من سخرية وازدراء وانتهاك دون حدٍ 
فهموا معنى وفائى أنه ضعفٍ او بلاءٍ
 إن سكت ، ظنوه صمت للإبتلاء
 اخوة فى السر حين نخطط للمصائب، وإن مرضت فما مرضى إلا إدعاء
 أعود أشحذ نظرة استعطاف أو تراضى ، يبخ فى وجهى سم ثعابين الحارات ،
 حتى تركت تل الكرامة وتسابقت إلى وادى الإنحطاط ،
 فقت حين شعرت أنني ملطشة الكلام
 أهان فأضحك بلا إنزعاج
ومصيبة إن تعديت حدودى
 إن عبرت عن نفسى ولو بدموعى
ومصيبة أكبر إذا حاولت أن أشكى للجموع
عايرونى بنقص أدب أو ذوق عديم 

الآن عرفت معنى المستحيل ............ مستحيل