السبت، 23 يوليو 2011

رئيس مش ولا مؤاخذة

"عايزينه طيب" "لا حكيم" ، "بس ميكنش حرامي" ، هذا ما نسمعه يتردد على أفواه المصريين كل يوم حول رغباتهم في الرئيس الجديد ، كل منهم يحلم بشخص مثالي ، يشعر بآلامهم ، يثقون به ، يقضي لهم حاجتهم ، يرفع رأسهم عاليا،هو شخص خيالي مثل سوبر مان ، لن تجده على أرض الواقع أو حتى بين المرشحين المحتملين للرئاسة ، حتى أن أوصافه تجعلك تعتقد أن الشعب يعجز هؤلاء المرشحين ، ولن تجلس مع مصري وتتناقش معه حول مرشح معين إلا و طلع لك القطط الفطسانة!

 مازلنا نعتقد حتى الآن أن قرار إختيار رئيسا ليس سهلا وكأنك تختار بين شعبة الأدبي والعلمي في الثانوية العامة ، شيء يشبه تحديد المصير ، وهذا لأنه مازال يرتبط في ذهننا 30 عاما من مبارك ، 11 عاما من السادات ، وقبلهما 12 عاما من عبد الناصر. فلسنا قادرين على إستيعاب فكرة إنتقال السلطة كل 4 سنوات أو أكثر !! لقد إعتدنا على تمسك هؤلاء بالحكم بأيديهم وأسنانهم دون مراعاة حق هذا الشعب في التغيير والإختيار ، ولو أطال الله أعمارهم لما تنازلوا عنه حتى الآن ، ولو قدر الله لهم الخلود لما كانو ليتخلوا عنه إطلاقا!!

لهذه الأسباب وغيرها ، يضع الشعب شروطا وهمية لحاكمه المنتظر ، وكأنه سيأتي ليجلس على أنفاسنا أبد الدهر.
لكن هذا لن يحدث -بإذن الله- ولن يعد إختيار الرئيس قرار مصيري بعد اليوم ، ولن يكون الرئيس أبي أو حتى زوج أمي ، هو شخص يقوم بمهامه لفترة معينه ، ثم أغيره بعد هذه الفترة بكل سهولة ، حتى أنني أكتب عنه وأنتقده  و أراقبه ولا يهمني ، ولا أجامله أو أعزيه في أقاربه ، و أرفع الدعاوي ضده وأقاضيه ، ولا يستطيع أن يزحم الطريق عند إنتقاله من مكان لآخر ، هو يسهر الليالي ولا ينام من أجل مصالحنا ، ليس لديه مال كاف لينفق على أولاده في الجامعة الأمريكية  أو حتى ليصبغ شعره كل شهر ، مازال ولده يبحث عن عمل ولم يجد لأن زميله كان أكفأ منه فحصل على الوظيفة ، يحاول تدبير المال بأي طريقة لتجهيز بناته ، زوجته طيبه ليس لها في السياسة ، لا نعلم حتى الآن ماذا تعمل ولا يهمنا أصلا شيئا عنها.

وإن كان ضروريا أن نبحث عن رئيس في الفترة القادمة يتصف بأهم صفة فلا نبحث إلا عن الثقة ، فإذا وجدنا من نثق به ثقة حقيقية ، لن ينقصنا إلا المراقبة والتقييم ، وإذا نظرنا إلى هؤلاء المرشحين سوف نجد – معظمهم- جدير بهذه الثقة . لذلك أنا لا أجد مبررا واضحا لبعض تخوفات المصريين من الرئيس القادم ، وإن كان لابد أن نقلق ، فالدستور القادم أولى بهذا القلق ، هو ما سوف يحدد صلاحيات هذا الرئيس و يوضح واجباته وحقوقنا . فإذا كنا نبحث حاليا عن رئيس ، فالأولى أن نبحث عن دستور نضعه نحن ، ونبدع فيه ، ونبين ما نبحث عنه من صفات في كل رئيس ، صفات حقيقية ، منطقية تولي علينا خيارنا .

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

في ميدان

تصوير : نور الدين محمد
مازال الإعتصام مستمرا , ولن يرحل هؤلاء المعتصمين حتى تتحقق مطالبهم , ويشعروا بنجاح ثورتهم , والإطمئنان على مستقبل بلدهم.
هذا ما يشعر به أي إنسان عند زيارة هؤلاء المعتصمين في ميدانهم , ميدان سعد زغلول بالأسكندرية , في محطة الرمل.
وكما عودنا المصريون , يجب إظهار بطاقتك الشخصية , قبل الدخول إلى ساحة الميدان , لضمان عدم وجود أي عناصر فاسدة أو مخربة بينهم.
داخل الميدان , تجد ألوانا متنوعة من الناس , كبارا وصغارا , نساءا ورجالا , وكأننا نستعيد روح الثورة من جديد.
بانسيه محمد كمال , طالبة في كلية آداب قسم آثار, 21 سنة تقول :
نحن معتصمين لنطالب  بسرعة المحاكمات , و رد حقوق أهالي الشهداء , كما أننا نعبر عن إستياءنا الشديد من فساد الشرطة الذي مازال مستمرا حتى بعد الثورة , وأنا أجد أن الحسنة الوحيدة التي حققتها الثورة هي رحيل مبارك ولا أجد شيء حقيقي آخر على أرض الواقع, كما أن حكومة شرف تقوم بدورها بنسبة 30% فقط.ود\عصام شرف يقدم أنصاف حلول وأهداف الثورة هي الوصول إلى أهداف كاملة.
أما إنطباعي عن الإخوان هو أنهم يطالبون بسرعة الإنتخابات لإحتلال كتلة كبيرة فيه وذلك من أجل مصالحهم الشخصية,كما أن الإخوان يبحثون عن الشهرة و يفطهم مثيرة للإنتباه, وهناك إتفاق واضح بين الإخوان والمجلس العسكري بتهدئة الوضع مقابل الحصول على مقاعد في البرلمان.
وأنا لا أنتمي لأي حزب سياسي حتى حزب الكنبة !وأنا ضد طرد أي قوة سياسية من الميدان .
محمد عطية , عامل , 29 سنة يقول :
أنا هنا منذ خمسة أيام ,نزلت الإعتصام لأن هناك شبه ثورة حدثت ونحن نريد إستكمالها , كما أني أريد الموت في سبيل بلدي من أي عدو يحاول المساس بها و هذا العدو في وجهة نظري هم بلطجية النظام , كما أن الثورة لم تحقق أي هدف بل بالعكس , أصبحنا أسوأ! والإعلام لم يتغير.
أطالب بسقوط المشير والدستور أولا حتى لاتطول الفترة الإنتقالية, وأخون المجلس العسكري , والبلد يحكمها الآن أمريكا وقطر والسعودية وإسرائيل !!! وعصام شرف ليس خائنا ولكنه لا يقوم بعمله جيدا.
أما الإخوان فهم يبحثون عن مصحالهم الشخصية , وكانو يفرقون زيت وسكر لكي يقنعوا الناس بإختيار نعم في الإستفتاء الأخير لعدم تغيير المادة الثانية , و أنا صوت بـ "لا" في الإستفتاء.
كما أن الإخوان و حزب المصريين الأحرار أشاعو أن هناك بلطجية في ساحة القائد إبراهيم لفض الإعتصام. ولكني رغم ذلك ضد طرد الإخوان من الميدان.
أنا أخاف على البلد من الإخوان ولا أطمئن لحزب المصريين الأحرار , وأرى أن حزب الحرية والعدالة جزء لا يتجزأ من الجماعة. وأنا أؤيد البرادعي كرئيس قادم للجمهورية. 

محمد الحسيني , محاسب وناشط سياسي مستقل, 23 سنة  يقول :
أنا هنا أطالب بعدالة ناجزة و حق الشهداء وتحديد حد أدنى وأقصى للأجور وأطالب أيضا بالدستور أولا , ولدي طلب نزلت مخصوص من أجله وهو الحرية لضباط الجيش الشرفاء الذين قبض عليهم يوم 8 أبريل وهذه حكايتهم : 
دخل بعض ضبط الجيش معنا ميدان التحرير تضمانا مع مطالب الثورة التي لم تتحقق أهما محاكمة حسني مبارك , وبعد نزولهم بساعات تم فتح التحقيق مع المخلوع , ثم قام حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية برفقة الشرطة العسكرية و معاونة 777 بتكسير الخيام على رؤسنا , و تم القبض عليهم -حوالي 22 ضابطا -بطريقة مهينة , وحتى الآن مازالو في السجن الحربي . حكم على 13 ضابطا منهم بـ 10 سنين .
و أطالب بإقالة الوزارة كاملة حتى عصام شرف و أقترح المستشار زكريا عبد العزيز وزيرا للعدل , كما أنادي بإقالة النائب العام وتنحي المجلس العسكري سياسيا وعودته لمكانه الطبيعي كقيادة للمجلس العسكري والبديل عنه هو مجلس رئاسي مدني أو تشكيل حكومة تكنوقراط. ومن ضمن المطالب تقليص نسبة العمال والفلاحين في مجلس الشعب وتطهير الداخلية الإعلام والقضاء بشكل جذري.
لن أطرد الإخوان من الميدان إذا قرروا النزول لأنهم مصريين مثلنا و أنا ليس لدي تخوفات من الإخوان على الإطلاق.
أحمد فاروق , مشرف معماري , 24 سنة يقول:
نزلت إلى الميدان إحتجاجا على الوزارة و قرارات المجلس العسكري , وأطالب بالقصاص لدم الشهداء و المحاكمة السريعة وحل جميع الوزارات خصوصا وزارة الداخلية.
لا أخاف من الإخوان ولن أطردهم لو نزلو الميدان ولا أجد أن الإعتصامات تعطل البلد , والثورة  لم تحقق أي مطلب غير سقوط مبارك.
نادية توفيق , فنانة تشكيلية , 36 سنة تقول :
أنا هنا منذ 11 يوم , و أجد أن الثورة لم تحقق أي مطلب على الإطلاق و المجلس العسكري لم يحقق حقيقة ملموسة واحدة خلال الست شهور الماضية  , وأطالب بحقوق الشهداء و محاربة الفساد وسقوط المجلس العسكري في حالة عدم تحقيق المطالب و إعطاء الحكم للمدنيين.
أجد أن الأولوية هي محاكمة رموز الفساد على قضايا الفساد المشهورة بدلا من القضايا التي ليست جدية .
أنا مع مطلب الدستور أولا حتى نستطيع محاسبة مجلس الشعب القادم. أما عن الإخوان فموقفي منهم ليس عدائيا على الإطلاق لأني أحترم الأخر مهما كان.

هذه كانت عينة بسيطة من المعتصمين في الميدان ,أما خارج الميدان فنجد من هو متعارض تماما مع فكرة الإعتصام أو يؤيدها وكل منهم له أسبابه.

 

رحمة موسى, طالبة ثانوية , 17 سنة تقول : 
لا أوافق على فكرة الإعتصام ولكنها تأتي بحلول مع الحكومة , لا أجد تبريرا منطقيا لبطء الحكومة , والحركات الإنتقالية بمثابة ترقيات لقتلة الشهداء , أنا مع أفكار المعتصمين وليس لي ميل للسياسة ولكن يجب أن نكمل الإعتصام. 
أنا لا أقلق من الإخوان على الإطلاق , وأؤيد أن تكون الإنتخابات أولا , من أجل وضع الدستور. والإعتصامات لا تعطل مصالح البلد على الإطلاق


.
نور طه , طالب ثانوي , 17 سنة يقول :
لست مقتنع بالإعتصام في الأسكندرية و أفضل الإعتصام في التحرير لأن الإعتصام هنا ليس له تأثير , لأن المنطقة غير حيوية وليس لها تأثير , ولأني لا أشعر أن هؤلاء الثوار الحقيقيين , هؤلاء لا يبحثون عن مصلحة البلد , وإنما مصالحهم الشخصية.

.

معاذ حسن , طالب , 15 سنة يقول:
لم أنزل لأني لم أسمع عن الإعتصام أصلا , ولكني عندما سمعت لم أرفضه و أؤيده ولا أجده يعطل مصالح البلد على الإطلاق وإنما ينفذ مطالب الثورة .