الأحد، 25 ديسمبر 2011

لماذا لن يدخل الشباب البرلمان؟

أعتقد أن نتائج المرحلة الأولي و الثانية في برلمان الثورة تسفر عن نتائج المرحلة الثالثة ، بمعنى أننا أيقنا -وبلا شك- أن برلمان الثورة أتى بالإسلاميين .

و أجد من يتصور أن شعبية الإسلاميين كانت سببا في إبعاد الشباب - مشعلين فتيل الثورة - عن الحياة السياسية ولو كان هذا مؤقتا.
لكن هذا السبب هو الغلاف الذي تتوارى خلفه الأسباب الحقيقية لفشل الشباب في دخول البرلمان ، وهناك -في رأيي- أسباب  أخرى أدت إلى هذه النتائج .

ومن ضمن هذه الأسباب ما يلقى في الأساس على الشباب - أنفسهم- بسبب إنشغالهم طوال الفترة السابقة في التجهيز للمسيرات والمظاهرات  والمليونيات ، بدلا من التجهيز للحملات الإنتخابية وتعريف الناس بأنفسهم ، وتناسوا تماما أن الناخب يعطي صوته لمن يعرفه ، و إعتمدوا تماما على إحساس الناخب بالتعاطف مع الشباب والثورة ، وكان هذا للأسف غير كافيا.

و رغم إنغماس الشباب في المليونيات و إقتناعهم بأن السبيل الوحيد للتغيير هو التظاهر وإسقاط المجلس العسكري   وغيرها من المطالب السياسية الفئوية كالدستور أولا أو المجلس الرئاسى ...إلخ ، إلا أنهم بادروا بترشيح أنفسهم في الإنتخابات ، مما أدى إلى إستنكار البعض لمواقفهم المنتاقضة تجاه الطريق المتخذة من قبل المجلس العسكري و القوى السياسية  والتي ما دام الشباب يعترض عليها ، فإذا نفاجأ بأسماء الشباب وقوائمهم في الإنتخابات !!

ونسنطيع أن نزعم أن تأخر العملية الإنتخابية كان عامل آخر لفشل الشباب في إنتخابات برلمان الثورة ، لكن يستوجب أن نقول أن الشباب كانوا ليركزوا هدف المليونيات في التعجيل بالإنتخابات.

ولن أستطيع أن أغفل أن عامل الخبرة والماديات كان له دور كبير .
 و بالإضافة إلى الأسباب الأخرى المذكورة ، أعتقد أن عدم دخول الشباب البرلمان ناتج طبيعي ، و أن هذه الأسباب سببها هو قلة الخبرة السياسية التي يحتاجها البرلمان ، و أعتقد -في تقديري الشخصي- أن برلمان الثورة سوف يتحدث عن الشعب فعلا ، كما أستنكر كل من يتحدث عن جهل الشعب و تخبطه ، ثم يثني عليه حين ينزل إلى الميادين ، وكأن مصر بها شعبان  !

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

التناقض بين المبدأ و التطبيق

طبعا بعد نجاح الإسلاميين بنسبة كبيرة في المرحلة الأولى في الإنتخابات ، مع بدء المرحلة الثانية تنهال حملات تشويه الإسلاميين بشكل ملحوظ ، و أنا أعتقد أنه حتى من يختلف مع الإسلاميين في الأراء يلاحظ ويرى هذا الهجوم الشديد .

وكل من يدخل على مواقع التواصل الإجتماعي سواء "الفيس بوك" أو "تويتر" أو يشاهد قناة "سويرس" يرى أساليب التشويه على أشدها ، سواء صورا ، تقارير أو نقاشات إلخ .

و أنزعج جدا عندما أرى أن هذه الأساليب لا تستخدم إلا من دعاة الحرية و الديمقراطية أنفسهم ، و رغم ان ذلك ينافي تماما ما يدعون إليه و يطالبون به ، إلا أنهم يحاولون أيضا تلفيق تهمة "تناقض الأقوال مع الأفعال " لدى الإسلاميين !

وهنا أتذكر إتهام قديم من قبل تلك التيارات للإسلاميين وهي إدعائهم تمثيل الإسلام ، ثم ينفي الإسلاميون ذلك تماما ويوضحون كونهم أناس يخطئون ويصيبون ، فإذا كانت هناك  أخطاءا للتيار الإسلامي في الإنتخابات ناتجة عن كونهم اشخاص يخطئون و يصيبون ، فلما التصميم على حتمية عدم إرتكاب هؤلاء لأخطاء في أول إنتخابات مصرية حقيقية !! 

أيضا من بعض أساليب التشويه التي إستخدموها ، هي تلفيق منشورات للإسلاميين تحرم إنتخاب بعض التيارات الليبرالية .


لكننا لو وضعنا مبدأهم في  التحليل و التحريم معيارا ، و أنه أمر نسبي من شخص لآخر ، فلما لا يتركون كل من يحلل و يحرم ، أليس هذا مبدأهم في الأصل  ! 


أمر فكاهي صح !! لا أعلم بماذا ينادون أو يروجون ، و أكره إحتكارهم الشديد للإعلام  و إهنمامهم بقشور الأشياء كالخمور والبكيني.

فإذا كانت هذه الأمور هي ما تنقص الشعب المصري جدا ، فلماذا حقا قام بثورة ؟!!  أعتقد أنها كانت متوفرة وماشاء الله في عهد مبارك.

أعتقد أن العيب ليس فى الفكر الليبرالي الذي يدعو إلى الحرية و العدالة و الديمقراطية ، وإنما العيب الحقيقي يتمثل في أشخاصهم التي تسعى وراء المصالح الضيقة و اتنبأ بجيل من الشباب الليبرالي يهمل الخلافات السطحية بين الانجاهات و الأفكار ويركز مجهوده في تقريب المسافات وتحقيق مصلحة البلد . 


الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

بلبل حيران !

ينبغي أن تكون كتابة التاريخ  محايدة ولا تحكم بعواطف أو تتأثر برؤى أو آراء , بل سردا للأحداث وما يترتب عليها من نتائج. وقد  قرأت عن حدث تاريخي معين ثم عدت لأسأل جدي-حيث كان معاصرا لهذا الحدث- ، لأجده يكذب ما قرأت ، وربما عاد ذلك لأن جدي شارك في هذا الحدث وكان يعتقد أن فيه خيرا للبلاد ، وهو عكس ما سرده التاريخ.

 وسألت نفسي بعد أحداث 19 نوفمبر 2011 ، ماذا ينتظر كل من شارك في الإعتصام ان يكتب التاريخ عن هذا اليوم ؟!
وجدت الرد على سؤالي متنوع بين من هو مؤيد يرى أن التاريخ سيشهد بعظمة هذا اليوم ولا يستبعد ان يصبح أجازة رسمية ، ومعارض يجد أنه نكسة مصرية أخرى ومؤامرة من قبل قوى غير وطنية لعدم إتمام الإنتخابات.
فعدت مرة أخرى لأسأل نفسي, أي الوصفين سيختار التاريخ ؟!

وأيقنت أن الإجابة على سؤالي تتطلب سنوات ليصبح الحدث كاملا من كل الجهات ، ويستطيع من يسرد أن يرى الصورة أوضح بكل خباياها ، لهذا لن أضيع وقتي مرة أخرى في تكرار السؤال .
 ومن هنا سألت نفسي هل يجب أن أشارك في الإعتصام ؟؟

فوجدت إجابات من حولي مختلفة أيضا , يرى البعض أن نزولي واجب كي أحمي البلد و أدافع عن دم الشهداء , وأخرون أن نزولي يزيد من شرارة الأحداث ويجعلها أكثر تعقيدا .

فأختلطت الأمور في ذهني وقررت أن أستعرض مواقف من أحترم من رموز في البلد , فوجدت أن منهم من ينادي بنزولي إلى الميدان  وحماية ما تبقى من ثورة , ومن يرى أن نزولي يوم الانتخابات أحق  لبناء مصر و إستعادة حق الشهداء.
فعدت لأسأل نفسي من جديد , هل أشارك يوم الإنتخابات ؟؟!

ووجدت أيضا من حولي إختلفت رؤاهم ، من يرى أنها خيانة عظمى لدم الشهيد , فكيف أشارك في انتخابات ودمه لم يبرد بعد , وعلى الجانب الآخر من يرى أنه المشاركة واجب وطني، والمقاطعة تعتبر خيانة للبلد .
علمت حينها أنني عندما أقرر مشاركتي في الإعتصام أو عدمه , أو مشاركتي في الإنتخابات أو مقاطعتها ، ليس قرارا شخصيا أو وضعا إختياريا , لكني يجب أن أكرر أسئلة عديدة لنفسي قبل أن أقرر أو أحكم , ولا يكون سبب مشاركتي في الإعتصام هو تعويضا لعدم مشاركتي يوم 25 يناير أو ترويحا عن النفس أو انه يعجبني جو الحماسة و وصفي بالثورجي , ولا يجب أن يكون عدم مشاركتي سببه خوفي من أن أموت أو تصاب عيني , ويكون خوفي على هذه البلد أولى بإتخاذ القرار.

فإن كنت ممن يسأل نفسه ألف سؤال قبل أن يتخذ قرارا كهذا , فلا  ألوم عليك إختيارك حتى لو ذكره التاريخ بسلبية بعد ذلك , و لا تضع لنفسك موقف ثابت من الحدث قبل أن تفهمه جيدا ،وليس معنى أن الإعتصام كان حدثا إيجابيا أيام الثورة ,أن يظل إيجابيا  في كل الأوقات , وليس تبريرا أن يكون عدم مشاركتي هو رأيي بأن هذه الإعتصامات لا تأتي بفائدة .
إن كنا حقا شباب الثورة , فيجب ان نتعلم منها دروسا , وأن نكون بقدر مسؤوليتها وكم فينا كان ضد الثورة , وأعاد النظر الآن وعلم أنه كان على خطأ ، فهل يا ترى سوف يتغير رأي من شارك أو لم يشارك في 19 نوفمبر 2011 ؟!! 
لا تشغل بالك بالتفكير في الإجابة و أفعل ما يمليه عليك عقلك أن به الخير لمصر .

و لا ننسى أن مواقفنا تصنع تاريخا.                                                                                            

الخميس، 1 ديسمبر 2011

سياسيون برداء أحمر

قصة ذات الرداء الأحمر دائما ما قصتها علينا أمهاتنا عندما كنا صغارا ، ودائما ما أحترت  في غاية هذه القصة ، وعن من تتحدث ؟!!
فلم أعرف قط في من يمثل الفتاه الصغيرة الساذجة في أرض الواقع ، التي سببت سذاجتها  قلة خبرتها رغم طيبة قلبها وحسن نيتها ، فهي و ببراءة غير عادية كانت ذاهبة في طريقها إلى جدتها المريضة لترسل لها سلة الطعام ، لكن سذاجتها جعلت الذئب يتتبع خطاها ويسبقها إلى بيت الجده .
 وهذا ما رأيته يحدث مع سلفيي مصر عند تدخلهم في السياسة وبشكل مفاجيء بعد الثورة ، ولا أبخس من حقهم في ذلك حتى ولو تغيرت وجهة نظرهم عن السياسة بعد الثورة ، لكني أظهر رأيي الشخصي في هذا التدخل المفاجيء ومنافستهم لقوى سياسية كبيرة وقوية .

وربما يعتقد السلفيون في الوقت الحالي أنهم أقوياء لتأثيرهم على بعض فئات الشعب ، لكن في الحقيقة القوة الحقيقة لا تظهر إلا بعد دخول البرلمان ، و معايير هذه القوى عند السلفيين ربما تختلف عن المعايير الأصلية ، فالسلفيون يعتمدون إعتمادا كبيرا على أموالهم في الصرف في الدعاية الإنتخابية و ما إلى ذلك ، وعلى أعدادهم الضخمة في صفوف المصريين خصوصا أن منهجهم قبل الثورة كان يلائم حياة الكثير من المصريين،  لكنهم تناسوا المعايير الحقيقية التي يجب أن تنطبق على مرشحيهم لدخول البرلمان.
و معيار القوة الحقيقي الذي يظهر في البرلمان هو السياسة المراوغة التي سوف يجدون أنفسهم أمامها فجأة ، فهل هم حقا أهلا لها ؟! 

لا اعتقد أن السلفيين مؤهلون للممارسة السياسية في الوقت الحالي على الأقل ، وأخشى ما أخشاه -بعد دخولهم البرلمان- أن يجدوا أنفسهم أمام الذئب الذي سبقهم إليه ، لذلك أتنبأ تخبط السلفيين في البرلمان القادم لو دخل منهم كتلة كبيرة فيه.

و أنا لن ألوم عليهم حسن نواياهم التي دفعتهم إلى إتخاذ هذه الخطوة ، لكن أرجوا ان يتحملوا عواقب هذا القرار ، فلن تكون مواجهتهم للقوى الإخوانية والليبرالية سهلة في البرلمان خصوصا بعد ما مارست هذه القوى السياسة لعشرات السنين حتى الآن.
و بالطبع بعد ان بدأ السلفيون ممارستهم للسياسة في الوقت الحالي ، لم يعد هناك داعيا لكي يخاف البعض منهم ، فأنا كنت ممن يخاف السلفيين يوما من الأيام بسبب تعصبهم الزائد وتمسكهم بأفكار غريبة ، لكنهم  يبدأون في التجرد من هذه الأفكار يوما تلو الآخر والدليل على ذلك تحريمهم للسياسة قبل الثورة وتحليلها الآن ، فلا أستبعد أن يبدأوا في إباحة كل ما هو حرام ، و انا شخصيا لا أخاف من هم بلا مبادئ ، هنيئا لكم أيها السلفيون مقاعدكم أمام مبادئكم !!