الجمعة، 5 أغسطس 2011

ماذا خسر مبارك بالفعل ؟ !

بغض النظر عن تباين آراء المصريين عن محاكمة مبارك ، سواء تباينت هذه الآراء حول الفكرة نفسها أو حول ما دار في المحاكمة في الأصل ، أو حتى من يرى أننا ننفخ في إربة مخرومة . لكننا جميعا نتفق على خسارة مبارك في النهاية ، حتى لو أنه فاز بالبراءة –لا قدر الله- ولكنه في النهاية ترك الجولة خاسرا.
هذه الخسارة لن يحتملها مبارك مهما كانت قوته التي يستمدها ممن هم حوله يطمئنونه ويخففون عليه.
خسارة حب حوالي 80 مليون مصري ليس شيئا هينا في رأيي عالأقل ، و لا أعتقد أن مبارك –مهما كان جبروته- لا تنتابه لحظات ندم عما فعله في ماضيه ، أستطيع أن أتصور أن مبارك يدور في رأسه كل يوم هذا السؤال : " لماذا لم أكرم هذه الشعب فيكرمني؟؟!" ، أو لماذا لم أترك الحكم مثلا وأستمتع بما بقى من حياتي؟؟!.
هناك خسارة أخرى أكثر منطقية ، وهي خسارة تاريخا ، ربما لو عمل مبارك حسابه لهذا اليوم، و اتقى شر هذا الشعب من البداية ، لأصبح الآن زعيما تاريخيا ، و أصبح حلم كل مصري الإقتداء به ، بدلا من مزبلة التاريخ التي أصبحت له مقاما، و أصبح عبرة لمن يحاول أن يمس شعرة من هذا الشعب .
هل هذا كل شيء ؟! هل هذا حقا ما فقده مبارك ؟ أم فقد أيضا إبنا يستند عليه ، وأصبح كل من أبناءه " رد سجون " , وفقد زوجة صالحة تعينه في الدنيا ، وحفيدا يحمل إسمه ويتباهى بنسبه أمام الناس.
ربما لم يفقد مبارك شعره الأسود التي تستطيع أن تحافظ عليه الصبغة حتى الآن ، أو لم يفقد وسامته الساحرة التي تفتن الفتيات ، لكنه خسر مكانته وهيبته و إحترامه وأصبح نكتة للمصريين .
ها ..ماذا بعد ؟! هل هذا حقا ما خسره ؟! أستطيع أن أجزم أن أي طالب ثانوية عامة مصري قد فقد أكثر من ذلك!!
لكننا نعلم أنه لم يخسر هذا فحسب ، بل خسر أيضا عقله ، فمن منا لم يلاحظ أن مبارك تصرف بغباء شديد عندما حضر الجلسة  في سرير المستشفى ، علامة حقيقية على الجنون وفقدان العقل ومحاولة إستعطاف الناس بأي وسيلة من أي فيلم عربي قديم ، وربما لا يستبعد البعض أن هذا السرير ليس إلا سرير من مستشفى المجانين!
يعني أعتقد أن هذا يكفي لأن نقول أن مبارك قد خسر الكثير والكثير في دنياه ولا يعلم إلا الله ماذا فقد هذا الرجل في آخرته .
هل هناك أقوال آخرى ؟!  هل لاحظ أحدكم أن محاكمة مبارك في أول شهر رمضان ، حيث الرحمة تتنزل ، وأن مبارك على وشك أن يخسر شهر كريم في آخر أيامه ؟ ربما لو لحقه لكفر الله جزء من سيئاته وأستطاع أن يتوب عما أرتكبه من آثام ؟! هل سيبيت مبارك في هذه الأيام يقوم ليله ؟! أم يفكر في ما ربما يحدث له . هل تسمح له حالته الصحية أن يصوم ؟! أم أنه سيقضيه كأى شهر آخر بلا طعم . هل سيختم القرآن ؟ أم يقرأ ما يكتب عنه في الجرائد والمجلات.
  لو أن مبارك بالفعل خسر رمضان هذه السنه ، فليس بإستطاعتي إلا الدعاء عليه بأن يلقى عقابه في الدنيا جزاءا لما أرتكبه في حقنا ، و أن يطل الله في عمره ليلحق برمضان آخر لعله يغفر له ويرحمه.
"خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له".


هناك تعليق واحد:

  1. *انا بيتهيقلي ان اكتر سؤال بيسئله لنفسه هوه انا ليه مهربتش بره مصر زي زين العابدين
    *حاجه تانيه ما افتكرش ان مبارك بكبريائه المعروف عنه انه بيفكر في اي حاجه من اللي بتقولي عليها وانه علي ما اعتقد مش بيفكر غير في انه ازاي يخرج من المصبيه اللي هوه فيها دي

    ردحذف