الخميس، 1 ديسمبر 2011

سياسيون برداء أحمر

قصة ذات الرداء الأحمر دائما ما قصتها علينا أمهاتنا عندما كنا صغارا ، ودائما ما أحترت  في غاية هذه القصة ، وعن من تتحدث ؟!!
فلم أعرف قط في من يمثل الفتاه الصغيرة الساذجة في أرض الواقع ، التي سببت سذاجتها  قلة خبرتها رغم طيبة قلبها وحسن نيتها ، فهي و ببراءة غير عادية كانت ذاهبة في طريقها إلى جدتها المريضة لترسل لها سلة الطعام ، لكن سذاجتها جعلت الذئب يتتبع خطاها ويسبقها إلى بيت الجده .
 وهذا ما رأيته يحدث مع سلفيي مصر عند تدخلهم في السياسة وبشكل مفاجيء بعد الثورة ، ولا أبخس من حقهم في ذلك حتى ولو تغيرت وجهة نظرهم عن السياسة بعد الثورة ، لكني أظهر رأيي الشخصي في هذا التدخل المفاجيء ومنافستهم لقوى سياسية كبيرة وقوية .

وربما يعتقد السلفيون في الوقت الحالي أنهم أقوياء لتأثيرهم على بعض فئات الشعب ، لكن في الحقيقة القوة الحقيقة لا تظهر إلا بعد دخول البرلمان ، و معايير هذه القوى عند السلفيين ربما تختلف عن المعايير الأصلية ، فالسلفيون يعتمدون إعتمادا كبيرا على أموالهم في الصرف في الدعاية الإنتخابية و ما إلى ذلك ، وعلى أعدادهم الضخمة في صفوف المصريين خصوصا أن منهجهم قبل الثورة كان يلائم حياة الكثير من المصريين،  لكنهم تناسوا المعايير الحقيقية التي يجب أن تنطبق على مرشحيهم لدخول البرلمان.
و معيار القوة الحقيقي الذي يظهر في البرلمان هو السياسة المراوغة التي سوف يجدون أنفسهم أمامها فجأة ، فهل هم حقا أهلا لها ؟! 

لا اعتقد أن السلفيين مؤهلون للممارسة السياسية في الوقت الحالي على الأقل ، وأخشى ما أخشاه -بعد دخولهم البرلمان- أن يجدوا أنفسهم أمام الذئب الذي سبقهم إليه ، لذلك أتنبأ تخبط السلفيين في البرلمان القادم لو دخل منهم كتلة كبيرة فيه.

و أنا لن ألوم عليهم حسن نواياهم التي دفعتهم إلى إتخاذ هذه الخطوة ، لكن أرجوا ان يتحملوا عواقب هذا القرار ، فلن تكون مواجهتهم للقوى الإخوانية والليبرالية سهلة في البرلمان خصوصا بعد ما مارست هذه القوى السياسة لعشرات السنين حتى الآن.
و بالطبع بعد ان بدأ السلفيون ممارستهم للسياسة في الوقت الحالي ، لم يعد هناك داعيا لكي يخاف البعض منهم ، فأنا كنت ممن يخاف السلفيين يوما من الأيام بسبب تعصبهم الزائد وتمسكهم بأفكار غريبة ، لكنهم  يبدأون في التجرد من هذه الأفكار يوما تلو الآخر والدليل على ذلك تحريمهم للسياسة قبل الثورة وتحليلها الآن ، فلا أستبعد أن يبدأوا في إباحة كل ما هو حرام ، و انا شخصيا لا أخاف من هم بلا مبادئ ، هنيئا لكم أيها السلفيون مقاعدكم أمام مبادئكم !! 

هناك تعليق واحد:

  1. من الناحية العمليه لا يوجد اي بصيص أمل في بعض المتجردي من المبادئ مقابل المناصب
    ولا ننس انهم هم المتحالفون السابقون مع احبابنا امن الدوله لتحريم السياسه لكي يظهر الإخوان بصورة الكافر مٌستغل الدين .
    و لن اطيل فب الحديث ولكن اختم قولي ان من خان العهد (تحالف مع الفلول طارق طلعت مصطفي )
    لن يستمر و ما بني بسرعه هدم أسرع


    :)

    ردحذف