أعتقد أن نتائج المرحلة الأولي و الثانية في برلمان الثورة تسفر عن نتائج المرحلة الثالثة ، بمعنى أننا أيقنا -وبلا شك- أن برلمان الثورة أتى بالإسلاميين .
و أجد من يتصور أن شعبية الإسلاميين كانت سببا في إبعاد الشباب - مشعلين فتيل الثورة - عن الحياة السياسية ولو كان هذا مؤقتا.
لكن هذا السبب هو الغلاف الذي تتوارى خلفه الأسباب الحقيقية لفشل الشباب في دخول البرلمان ، وهناك -في رأيي- أسباب أخرى أدت إلى هذه النتائج .
ومن ضمن هذه الأسباب ما يلقى في الأساس على الشباب - أنفسهم- بسبب إنشغالهم طوال الفترة السابقة في التجهيز للمسيرات والمظاهرات والمليونيات ، بدلا من التجهيز للحملات الإنتخابية وتعريف الناس بأنفسهم ، وتناسوا تماما أن الناخب يعطي صوته لمن يعرفه ، و إعتمدوا تماما على إحساس الناخب بالتعاطف مع الشباب والثورة ، وكان هذا للأسف غير كافيا.
و رغم إنغماس الشباب في المليونيات و إقتناعهم بأن السبيل الوحيد للتغيير هو التظاهر وإسقاط المجلس العسكري وغيرها من المطالب السياسية الفئوية كالدستور أولا أو المجلس الرئاسى ...إلخ ، إلا أنهم بادروا بترشيح أنفسهم في الإنتخابات ، مما أدى إلى إستنكار البعض لمواقفهم المنتاقضة تجاه الطريق المتخذة من قبل المجلس العسكري و القوى السياسية والتي ما دام الشباب يعترض عليها ، فإذا نفاجأ بأسماء الشباب وقوائمهم في الإنتخابات !!
ونسنطيع أن نزعم أن تأخر العملية الإنتخابية كان عامل آخر لفشل الشباب في إنتخابات برلمان الثورة ، لكن يستوجب أن نقول أن الشباب كانوا ليركزوا هدف المليونيات في التعجيل بالإنتخابات.
ولن أستطيع أن أغفل أن عامل الخبرة والماديات كان له دور كبير .
و بالإضافة إلى الأسباب الأخرى المذكورة ، أعتقد أن عدم دخول الشباب البرلمان ناتج طبيعي ، و أن هذه الأسباب سببها هو قلة الخبرة السياسية التي يحتاجها البرلمان ، و أعتقد -في تقديري الشخصي- أن برلمان الثورة سوف يتحدث عن الشعب فعلا ، كما أستنكر كل من يتحدث عن جهل الشعب و تخبطه ، ثم يثني عليه حين ينزل إلى الميادين ، وكأن مصر بها شعبان !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق