الثلاثاء، 1 مايو 2012

لماذا لن أنتخب مرسي أو أبي الفتوح ؟


بعد أن خرق المرشحون للرئاسة قواعد اللجنة العليا للإنتخابات تساووا أمام الناخبين ، ومن المعروف أنه لا يسأل عن خرق القاعدة إذا أصبحت عادة.
و الآن أنا أمام خيارين لا غير ، إما مرسي أو أبو الفتوح بإعتبارهما المرشحان الوحيدان الإسلاميان على الساحة.
ولو كان أحدهما أفضل من الآخر على المستوى الشخصي لكان الأمر حسم ولما كنت لأغرق في عمق التفكير حولهما ، إلا أن رغبتي في استكمال انتمائي لجماعة الاخوان المسلمين تلزمني أن أدعم مشروعهم و تأييد الدكتور المهندس مرسي .
لكني أتحدث عن فلان الذي ينظر إلى الأمور بحيادية أكثر و يتصور أن المرشح الإسلامي هو الأنسب في المرحلة القادمة ، فهل أمامه سوى مرسي أو أبو الفتوح ؟! 

و إذا تساوت البرامج و المشاريع و الحشد فما هو المعيار الذي أحكم من خلاله ؟
آه، يبدوا أن الحل الوحيد هم انصار كلا المرشحين الذين حتما ولابد لدى كل منهم ما يميز مرشحهم عن الآخر ليدعموه.
فإذا بفلان يبحث وراء أنصار كلا المرشحين فيجدهما ينخرطان في صناعة السباب و الشائعات عن المرشح المنافس !
فكيف لي أن أعطي صوتي لمرشحا يكتفي أنصاره بتشويه صورة المرشح الآخر بأي ثمن حتى أن بعضهم يقضي معظم وقته في البحث عن ما يعيب المرشح الآخر بدلا من تكليف نفسه بالإطلاع و دراسة مشروع من يؤيده.
للأسف هذا ما عليه أنصار المرشحين (الإسلاميين) الوحيدين على الساحة!! يادي الخيبة !

أعتقد أن هذا سبب كاف ينفرني -أنا- الناخب عن كلا المرشحين و يدعوني إلى النظر في مشاريع مرشحي "الفلول" الذين لا يضيعان جهدا في إثارة الشائعات حول المرشح المنافس .

فإن كنت إخواني ترى أن أبي الفتوح خان أفكاره و مبادئه، فلتحتفظ برأيك الذي يحتمل الخطأ مليون مرة لنفسك !
وإن كنت منشقا عن الإخوان وترى أنهم أصبحوا خونه- في اللحظة التي خرجت منهم- و أنهم خدعوك ياعيني و أضاعو سنين عمرك و دسوا لك السم في العسل ، فلا تفجر من خاصمت و قل خيرا أو اصمت.
و أن كنت من أنصار أبي الفتوح وترى أن المرسي استبن و أن الجماعة كاذبة ملاوعة ، وأنهم ظلموا أبي الفتوح ، فركز في مناصرة من تعتقد أنه ظلم و لا تهدر من وقتك الثمين في تشويه ما هو مشوه ! 

الآن حديثي للناخب - فلان- الذي أنصحه ألا يضيع وقته مع الانصار الذين لا يشعرون بقيمة مرشحهم فلا يجدون أمامهم سوى تشويه من يعتقدون أنه الأكثر منافسه لهم فيقللون من شأنه و قيمته . و المرشح المحترم هو من يختار أنصارا يعبرون عنه و عن أخلاقه ، فتأكد لو كان أنصاره بهذا الإنحطاط ، فما هم إلا جانبا من شخصيته.

و إلى زملائي في حملة الدكتور المهندس مرسي ، أطالبكم أن تنشغلوا بالدعاية لمرشحكم و أن تؤمنوا أكثر بمشروعنا وما نحمله للناس و أنه جدير بحصد أصواتهم ولا تلتفتوا إلى ما يعجز مرشحكم و لا يدفعكم ذلك إلى تشويه قائدكم و أستاذكم الفاضل أبي الفتوح و لي أن أستشهد هنا بهذه الآيه : " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن"

الأربعاء، 4 أبريل 2012

تعلموا الديمقراطية من الإخوان!

رغم أن العنوان قد يبدوا غريبا للبعض ، إلا أنني وجدته الأمثل ، هذا المقال لا يستحق قراءتك له إن كنت إخوانيا ، ولا يستحق أيضا أن تقرأه إن كنت من أشد الكارهين للإخوان ، لأنه في الحالتين لن يفيد.
فإن كنت إخواني فما سأذكره ليس جديد عليك و تعلمه جيدا لذلك مهما زادوا و عادوا لك من اتهام بأنك ميسرا للجماعة لن تصدقهم ، وإن كنت من كارهي الإخوان ، فمقالتي لن تحدث فارقا كبيرا معك ، لأنك ببساطة مقتنع بأشياء ليس لها وجود في الواقع ، اقنعك بها خصوم الإخوان .

ببساطة أنا سأحاول أن أوصل إلى القاريء كيف يختار الإخوان مرشدهم ، وكيف يعتبر الإخوان المسلمين مثلا حقيقيا للديمقراطية يقتضي أن تستفيد منه الشعوب ، وعلينا إذا اردنا أن نبدأ في تلعم الديمقراطية أن نتخذ قادة الإخوان معلمين ، لأنهم و رغم تضييق النظام السابق استطاعوا أن يعطونا جميعا –شباب الإخوان- دروسا عملية في الديمقراطية ، فجعتلنا لا نتخبط الآن كما يتخبط شباب التيارات الأخرى حديثي العهد بالديمقراطية.

فالنبدأ من البداية و هي أصغر وحدة في جماعة الإخوان المسلمين و تسمى " الشعبة"(بضم الشين) ثم يكون عدد من الشعب "المنطقة" و المناطق تكون "قطاعات" و القطاعات تكون "محافظة".

الشعبة :
يتم تكون جمعية عمومية من كل الإخوان في الشعبة لخوض انتخابات مجلس شورى الشعبة.

مجلس شورى الشعبة :
يتكون مجلس شورى الشعبة من 40 إخوانيا تم إنتخابهم من اخوان الشعبة جميعهم.

مكتب الشعبة :
يعتبر بمثابة المكتب التنفيذي للشعبة و يتم اختيار أعضاؤه من مجلس شورى الشعبة

مجلس شورى المنطقة :
يتم انتخاب اعضاؤه أيضا من مجلس شورى الشعبة.

مجلس شورى المحافظة :
بعد إتمام انتخاب جميع الأعضاء في مجالس شورى المناطق ، يتم إنتخاب منهم أعضاء مجلس شورى المحافظة كلها.

مكتب المحافظة:
يتم إنتخاب أعضاؤه من مجلس شورى المحافظة.

مكتب الشورى العام :
بعد إتمام تشكيل مكاتب المحافظة على مستوى الجمهورية ، يتم إنتخاب مجلس الشورى العام من مكاتب جميع المحافظات .

كيف يتم إختيار المرشد ؟:
بعد تكوين مكتب شورى الجماعة يتم إنتخاب أعضاء مكتب الإرشاد و المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.

ملحوظة : كل رتبة في الجماعة لها مدة محددة تستمر لفترتين ، وبعد انقضاء هذه المدة يعود فيها العضو إلى صفوف الجماعة كعضو عادي ، وأقل مدة هي ستنين و أقصاها 6 سنوات للمرشد العام.

هذه هي الطريقة التي على أساسها يتم إختيار مرشد جماعة الإخوان المسلمين ، الطريقة التي كان يتم تطبيقها عندما كان الإخوة يضعون هواتفهم النقالة في حلة طعام أثناء أجتماعاتهم حتى لا يصل أمن الدولة إلى أماكنهم
هذه الطريقة التي كانت تتبع عندما كان الإخوة يضعون حقائب ملابسهم تحت الأسرة إستعدادا للإعتقال ليلة العيد، كانوا يحيوها للناس و يرتمون هم في أحضان السجون.

وإذا وجدت حزبا أو مؤسسة في مصر يتبع نظام أكثر ديمقراطية من هذا فلما لا تعرضه علي؟ وإن وجدت مؤسسة أو حزب في مصر تنازل قائدها عن منصبه قبل انتهاء فترته فأرجوك اجعلني أطلع عليها.

فمال هؤلاء الذين يلومونا على السمع والطاعة لأفراد انتخبوا بطريقة ديمقراطية حقيقية ، وحتى إن لم تكن هذه الطريقة قائمة على الإنتخاب المباشر فلا يجب أن ننسى أن جماعة الإخوان ليست دولة ، ولا يجب أن نهتم كيف يتم فيها اختيار الأشخاص ، أي أن الأشخاص الذين يتم إنتخابهم يكونون مجرد متطوعين لخدمة الوطن و يضطرون في بعض الأحيان بالتضحية بأموالهم الخاصة في سبيل دعوتهم .

وفي جميع الأحوال نحن نؤمن أن اللائحة ليست قرآنا محفوظا أو غير قابلة للتجديد ، و نستطيعا أن نغيرها مع تغير الظروف و الأحوال إذا أراد الإخوان .

فيا إخوان ، لا تهتموا لما يقال عن قياداتكم ، و لا تبالو لمن مال منكم عن الدرب ، فنحن إن كان يحركنا أشخاص كما يدعون ، كنا لننصاع لمن خرج منها من قادة لم يحفظوا عهدها ، لكننا نسعى وراء أفكار و مشاريع لهذه الأمة ستحققها وحدتنا ، و لا تنشغلوا في رد السباب عنكم . و إن أخطأتم ، فمن منا لا يخطأ ؟! فاصبروا و صابروا و رابطوا و لا تنسوا عهدنا مع الله .
وإن اتهمكم البعض بأنكم خرجتم عن تعاليم حسن البنا ، فتعاليم الإسلام هي التي تحركنا و ماكنا لنخرج عنها.

الخميس، 15 مارس 2012

أرادوا أن ينصفوا المرأة ، فظلموها !

طبيعيا أن نجد أنفسنا خلال اليوم العالمي للمرأة ،نفتح مجالا للنقاش حول مشكلات المرأة في المجتمع و نبحث حلولا لهذه المشكلات التي جذبت انتباه الكثيرين ممن يهتمون بحقوق المرأة.
و في مصر ، لا يستطيع أحد أن ينكر مشكلات المرأة و معاناتها في بعض الأماكن خاصة القرى و النجوع.
و قد تكون الأسباب التي أدت إلى مشكلات المرأة المصرية نتاج عادات و مبادئ سيئة اكتسبها المصريون مع مرور الوقت بسبب الفقر و الجهل و الأحوال المادية و الإجتماعية السيئة.
إلا أننا لاحظنا أن البعض يحاول إنساب هذه المشكلات إلى الدين الإسلامي و يدعونا إلى الإبتعاد عن مفاهيم هذا الدين عن المرأة لأنه -في رأيهم- قد أحط من شأنها.
كما أن الدعوى لا تقتصر فقط على البعد عن الدين ، إنما الأخذ من القيم و العادات الغربية و الأمريكية كان الأساس.
لا يستطيع أحد أن ينكر حقيقة النهضة الغربية رغم سيطرة النزعة المادية بحد كبير مما أدى إلى التواجد الأخلاقي المحدود في العلاقات الإنسانية ، لذلك نرفض أن ننقل من هذه الحضارة حلوها و مرها على السواء.
قدر لي أن أسافر إلى أمريكا للمشاركة في فعاليات مؤتمر نسائي جمع حوالي مائة فتاة من أنحاء العالم ، فأتيحت لي الفرصة أن أتعرف على العديد من المشكلات التي تقابل المرأة في المجتمعات المختلفة و خصوصا أمريكا. و كنت أعتقد أن مشكلات المرأة العربية تفوق مشكلات المرأة الغربية لما هو معروف من التحرر المتواجد في هذه المجتمعات ، لكن عامل القانون لا يتحكم في مشكلاتهن على قدر ما تتحكم فيها الظواهر الإجتماعية و اتضح أن مشكلاتهن قد تفوق مشكلاتنا حجما.
فما يقابل مشكلة الزواج المبكر في مصر و بعض الدول العربية ، مشكلة ممارسة الفتيات الجنس قبل الزواج في سن مبكر أيضا في هذه المجتمعات و الذي تتحمل عواقبه كلها المرأة فيما بعد حينما تجد نفسها حامل في سن السادسة عشر و لا تعلم كيف تتحمل و حدها المسؤلية كاملة ، وقد يعرض ذلك حياتها للخطر ، ناهيك عن الأضرار النفسية التي تعاني منها فيما بعد.
و من الجدير بالذكر أن سبب هذه الظاهرة كان يعتبر حلا في حد ذاته ، لإتحاة الفرصة للمرأة الغربية أن تعيش بحرية أكثر و تفك عنها القيود و تحدد مصيرها بنفسها ، فكانت النتيجة أنها تتحمل العبء كاملا وحدها و ربما تنتهي حياتها عند هذا الحد و تصبح غير قادرة على العطاء في مجالات أخرى كما أرادوا لها.
و مازال حتى الآن من يدافع عن هذه الظاهرة و يعتبر أنها تعكس التحرر و الرقى ، ولا شك أن الحامي الوحيد لهذه الظاهرة ليست فقط العادات و التقاليد الغربية التي ربما تعاني بشيء من التطرف.
أيضا القوانين التي تنظم المجتمع الغربي شاركت بحد كبير في انفلاته و معاناة المرأة فيه ، فالقوانين الأوروبية حللت الزنا في أوضاع خاصة بإعتباره جزء من الحرية الشخصية فجاء في القانون الوضعي الفرنسي في المادة 334 في 233
" لا يعاقب من يقدم على إغواء فتاة يبلغ عمرها أكثر من أربعة عشر عاما و يتخذ منها خليلة له مدة من الزمن فإن أعمال الفاحشة في هذه الحالة لا يدخلها أي عنصر آخر من شأنه أن يكون منها جريمة يعاقب عليها القانون"
فكان القانون في هذه الحالة يتيح الفرصة للرجل أن يغوى فتاة لم يتجاوز عمرها السادسة عشر بلا عقاب ، مع تجاهل تام للفطرة الإنسانية.
أما فيما يخص الرجل المتزوج فالجريمة لا تقع عليه إلا إذا وقعت منه في منزل الزوجية !

و مازال حتى الآن من يدافع عن هذه الجرائم التي ترتكب في الغرب و يوهم المرأة الغربية أن الإنحلال هو السبيل الوحيد للحصول على حريتها.
و هكذا كانت طريقة تعامل الغرب مع قضايا المرأة ، فهل نحن بحاجة إلى أن نستمد حقوق المرأة المسلوبة من هذه الثقافة الغريبة ؟!
الجواب واضح ، فبمقارنة التعامل الإسلامي لهذه الظاهرة مع التعامل الغربي ، نجد أن الإسلام عندما إعتبر الزنا جريمة ، كان ذلك إنصافا و تكربما للمرأة أكثر منه قيدا عليها.
وكان معنى الزنا في الإسلام : "هو كل وطء وقع على غير نكاح صحيح ، ولا شبهة نكاح و لاملك يمين"
و قال الإمام بن كثير " الزاني لا يخلو إما أن يكون بكرا و هو لم يتزوج ، أو محصنا و هو الذي وطيء في نكاح صحيح و هو حر بالغ عاقل" ، بمعنى أن الإسلام يعتبر الزنا جريمة و لا يفرق بين زاني درجة أولى أو زاني درجة ثانية !
و إعتبار الزنا جريمة في الإسلام الهدف منه في الأساس هو الحفاظ على حقوق الإنسان التي تشتمل حقوق المرأة و حفظ النسل و الكرامة الإنسانية .

إذن فإدعاء البعض أن الدين الإسلامي قيد حرية المرأة و أنصف الرجل ليس في محله ، و السبب الحقيقي وراء المشكلات التي نعانيها في المجتمع الآن سببها البعد عن الدين في الأساس و التقليد الأعمي للغرب ، وعدم الثقة في قوة وكمال الدين الإسلامي الجميل الذي أعطى أفضل الأمثلة على الإطلاق في تكريم الإنسانية و مهما حاول الإنسان أن يضع قوانين من صنع عقله لن تصل إلى حد الكمال الذي وصل إليه الإسلام.

الجمعة، 2 مارس 2012

ممن أستاء؟



من قوم لا تدمع اعينهم حين أبكى ، من رفاق يسخرون من حلمى ،من أصدقاء لا يعرفونى وقت حزنى 
حطموا فيا جميلأ ، دمروا حسنى وخُلقى
كيف أبكى وعلمونى ألا أبكى ؟ 
غرسوا فيا جفاءاٌ حين أبكى، جمدوا دموعى حين أبكى 
 قيدوا الفرح الجميل بقيود الذنب والأخطاء ،
عذبوا الضمير النظيف حين لطخوا فيه الرزائل
 كيف انظر فى وجوه القبح وادعى ابتسامة من سرورٍ ؟  
هل ابالغ حين انزع كرامتى من أيد رسمت على وجهى ؟
من سخرية وازدراء وانتهاك دون حدٍ 
فهموا معنى وفائى أنه ضعفٍ او بلاءٍ
 إن سكت ، ظنوه صمت للإبتلاء
 اخوة فى السر حين نخطط للمصائب، وإن مرضت فما مرضى إلا إدعاء
 أعود أشحذ نظرة استعطاف أو تراضى ، يبخ فى وجهى سم ثعابين الحارات ،
 حتى تركت تل الكرامة وتسابقت إلى وادى الإنحطاط ،
 فقت حين شعرت أنني ملطشة الكلام
 أهان فأضحك بلا إنزعاج
ومصيبة إن تعديت حدودى
 إن عبرت عن نفسى ولو بدموعى
ومصيبة أكبر إذا حاولت أن أشكى للجموع
عايرونى بنقص أدب أو ذوق عديم 

الآن عرفت معنى المستحيل ............ مستحيل  

الخميس، 23 فبراير 2012

فلسطين..هل سمعتِ عن هؤلاء ؟؟

هناك أحلام جديرة أن تتحقق ، و مهما كنا نتصور أن الحلم صعب المنال ، فما أسهل أن يتحقق لو أراد الله.
وحلم تحرير فلسطين هو أسمى حلم يمكن لعربي مسلم أن يحلم به ، فيدفعه -نفس الحلم- إلى أن يصلح في وطنه أولا ويبقى هذا الحلم راسخ في عقله ووجدانه و يدفعه إلى الإستمرار في بناء الوطن العربي و إستخلاص السرطان الفاسد الذي عشش في قلبه على مدار السنوات.
فماذا لو فقدنا هذا الحلم ؟ نفقد أوطاننا و يستشري هذا السرطان فينا حتى يقضي علينا.
أتخيل عقلي الآن يحدثتني : هل هذا معقول ؟ هل فينا من فقد الحلم ؟ 
و لماذا تتصور أن وصل بنا الحال إلى أن يعيش بيننا من لايعلم حتى الآن أن غزة تقع في فلسطين و يحسبها مدينة عراقية! ومن لا يفرق بين المسجد الأقصى و مسجد قبة الصخرة ! ومن لم يسمع عن الشيخ ياسين ! 
أتعلم لماذا ؟! 
لأنه مازال بيننا حتى الآن من يردد : الفلسطنيين هما اللي باعوا أرضهم - أصلا الفلسطنيين خونة ، و أن تركب مع سائق تاكسي فيقول لك : يا آنسة الفلسطنيين دول أ*** ناس - أو دي قضية الفلسطنيين هما يحلوها بنفسهم ، وإن كنت مصابا بمرض القلب فلا تقرأ السطر القادم ، هناك فكر غريب بين البعض يقول أن الإسرائيلين أحق منا بفلسطين لأنهم عمروها بعد أن كانت خرابا فكيف نستردها منهم الآن!

حقيقة يصيبني هؤلاء بالغثيان ، ولا أستطيع تجاهلهم لإيماني بأن فلسطين قضية وعي فإن وعي كل عربي بحتمية إسترداد فلسطين ، لن يظل الحلم حلما . و الفرق بيننا و بين أي إسرائيلي أن قضيتهم مازلت حتى الآن مرتبطة بعقيدتهم أما نحن ، فقضيتنا فقدت هذا المعنى و لم نعد نؤمن بوجود خلل ما في عقائدنا لفقدانه و أصبحت وطنية قومية عربية تبدأ بوطني حبيبي الوطن الأكبر و تنتهي بأجيال ورا أجيال ! 

هؤلاء ليسوا على إيمانا بما يرددوه و لم يصدقوه حتى عندما سمعوه ، لكنهم ضعفاء يفضلون أن يعيشوا مرتاحي البال بلا قضية أو هوية ، سعداء بلا كرامة أو عزة . رددوا هذا الكلام حتى لا يُحملوا انفسهم عبء المسئولية الثقيل بل وما زاد الطين بلة أنهم يقللون من شأن من يحملها مستنكرين إهتمامه بالشئون الخارجية التي لا دخل لنا بها ! 


فلسطين...أراك تدمعين ، تستعطفين بدمعك من لا يكاد ينتظر مفاجأة نجم الجيل في فيلمه الآخير ! 
من تبكي حين ترى مهند حزين ! 
من ينتظر الموسم القادم من الأكاديمية على أحر من الجمر ! 
من يرتدي شالك الفلسطيني إقتداءا بجوناز برازرز!
فبالله عليك من تستعطفين ؟!!

قضيتنا هي ربط القضية الفلسطينية بالعقيدة من جديد ، علينا-العرب- أن نسرع جميعا في بناء أوطاننا حتى نقترب من الحلم السامي النبيل ، و كفانا ثرثرة . 
الهدف هو أن تحلم كل فتاة أن تنجب صلاح الدين و أن يحلم كل شاب أن يصبح صلاح الدين محطما الأعداء لا علاء الدين محطما قلوب العذارى ! 

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

أن تكون فردا في أسرة إخوانية !


يبدوا أنني سأظل دائما أتحيز للإخوان و أتعصب لهم ، فكلما شعرت أني أبالغ في الدفاع عن الإخوان ، يدفعني ما أراه في صبرهم و قوة تحملهم لإيذاء الكلمات الجارحة أن أستمر في الدفاع عنهم ، و أعترف أن هذا التحيز ربما يكون مرضا لكن ما أجمله! مرضا لا يرغب المريض في أن يُعالج منه.

فهذا مرض يُصاب به كل فرد تربى داخل أسرة إخوانية سواءا كانت الأسرة العادية التي يقصد بها الأم و الأب أو الأسرة داخل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين. فكم أشتاق إلى أسرتي التي أبعدتني عنها الثانوية العامة و أشغالها و أبكي أحيانا حين أتذكر ما كنا نفعله معا أنا و إخوتي من أعضاء هذه الأسرة . كنا كالأخوات بل أشد ، تربطنا علاقة أقوى من ثرثرة الفتيات التي لا تجلب إلا المعاصي ، علاقتنا كانت سرية و ربما لا يعلم عنها الكثير لكن هي من أفضل ما حدث لي في حياتي.

و أنا الآن شديدة الندم لبعدي عن هذه الأسرة الروحانية التي كانت دائما تذكرني بطاعة الله و كان أفرادها أشد حرصا مني على عدم إرتكابي المعاصي ، ما زلت حتى الآن أطبق نصائحهن و أسمع أصوات ضحكاتنا معا .  هل تظنني أمزح ؟؟ و أتحدث عن يوتوبيا ؟؟ أو أبالغ ولو حتى قليلا ؟؟ لا حقا أنا أتحدث عن أحفاد حسن البنا مجدد الإسلام في القرن العشرين فكيف كنت تحسبهم ؟؟! وهل يمكن أن أُلام على حبي الشديد لهن ؟؟ 

أما عن أسرتي العادية الإخوانية ، فربما أحيانا أشعر بإبتعاد من الأب الذي تشغله دعوته في الجماعة و أشتاق أحيانا لأمي التي تملأ دعوة الإخوان حياتها ، فألوم عليهما أحيانا ثم أتذكر أنني لدي والدان يجاهدان في سبيل الله من أجل دعوته فيصيح قلبي "يا فرحتي" . ما أجمل من أن يكون لك أبا و أما يعملان معا من أجل هدف واحد في سبيل الله لا ينتظران أي مقابل أو مدح ، و رغم إنشغالهم فهم أشد قربا مني ، دائما ما يحدثاني عن سيرة النبي و عن صحابته كما زرعوا داخلي منذ صغري أن الإسلام حلا فلم أستشعر ولو للحظة منهما أنه مجرد شعارا يتباهون به ، بل كانت دائما أخلاقهم دليلا.

و أنا أخرج فأرى من يسبهما و يخونهما فأنهار في داخلي و أصيح ذعرا في من يفعل ذلك ثم أعود إليهما لأحتضنهما و أقبلهما و أشكي لهما و أذكر ما قيل عنهما فيبتسمان كأني رددت فيهما شعراً و يقول أبي : إهدئي يا صغيرتي ، فلا نفعل ما نفعله إلا إبتغاء مرضاة الله و لا ننتظر من الناس مديح أو نفاق. فأتعجب وأسأل نفسي : هل هؤلاء ملائكة ؟؟  فتفهم أمي حيرتي من علامات و جهي فتبتسم لي في حنان قائلة : إنه الإيمان بالله ما يقوينا ويثبتنا ، هذه الرابطة القوية التي تجمعنا ، فنحن قوم إرتضينا أن ندعوا إلى الله ، فعلينا أن نتحمل ما يتحمله الدعاة من أذى ، فما بالك واجمة ؟؟ لا تبالي 
فأضحك و أنصرف إلى حجرتي يرقص قلبي فرحا بما رزقني الله 
ومالك تعجب ؟؟! 
هؤلاء هم الذين بايعوا محمدا على الجهاد 

الجمعة، 17 فبراير 2012

عندما سُئلت ماهو الحب

هو أن تجده بجانبك دائما ... لايتركك وقت حزنك ... وهو من يسبب لك سعادتك
متى تخطىء يسامحك ... وإن عصيت اوامره يغفر لك ... أمين على أسرارك ... لا يفضحك ولا يشمت فيك 
يغمرك بحبه وأمانه فى كل زمان ومكان ... يقويك ويثبتك ... متى شكيت له يسمعك ولا يمل منك ...
لا يخطأ أبداً فى حقك مهما قصرت ... لن تجد أحنَ منه إليك ... ولن تستريح لأحد مثله.
هذا هو حب الله الذى به نعيش ونقوى ، وبه نصبر ونتحمل ،ومن أجله نموت ولا يثير دهشتى أكثر ممن يعبدونه ولا يحبونه
فكيف وإن كانت العبادة درجة أعلى من درجة الحب ! 
إذا استشعرت هذا الحب ، تفهم جيداً أن عبد الحليم لم يكن مخطئاً عندما قال : "يا ولدي قد مات شهيدا من مات فداءاً للمحبوب "
لم اقصد التحقير من شأن الحب بين البشر بل بالعكس فنحن لا نتعلم كيف نحب إلا عندما نذوق حب الله 
فأسأل نفسك أيها المحب : هل ذقت حب الله؟

الجمعة، 10 فبراير 2012

خياران أحلاهما مُر !


و الخلاف الجديد الآن يدور حول "الرئيس أولا" أم "الدستور أولا" و رغم أن كثير من خبراء القانون يؤكدون أن هذا الأمر قد تم حسمه منذ صدور الإعلان الدستوري ، إلا أن آخرين يزعمون النقيض.

لعلنا نلاحظ أن الصناعة المصرية تقدمت بشكل جيد في الآونة الأخيرة من بعد الثورة ، وهي صناعة من نوع خاص ، صناعة الخلاف من لا شيء أو ربما بأبسط المواد لأتفه الأسباب ، صناعة تحتكرها القوى السياسية لتجني لنفسها ربحاً جديدا دون النظر للمصلحة العليا.
 و الآن هم في صدد صناعة خلاف جديد يدور حول (البيضة ولا الفرخة) يجعل المواطن المصري البسيط الذي لا ينتظر من السياسة إلا أن تحقق له الإستقرار و العيشة الكريمة ، فإذا هو يجدها تقلب حياته رأسا على عقب بفعل من لا يتنازل عن مصالحه التي لا تنتهي.

و الخلاف الجديد الآن يدور حول "الرئيس أولا" أم "الدستور أولا" و رغم أن كثير من خبراء القانون يؤكدون أن هذا الأمر قد تم حسمه منذ صدور الإعلان الدستوري ، إلا أن آخرين يزعمون النقيض.

وأنا لن أتطرق إلى الجانب القانوني الخاص بهذا الشأن ، و سأتطرق إلى الخيارين اللذين ينتجان عن الخلاف الحادث ، و هما إما أن تتم صناعة الدستور تحت الحكم العسكري أو في وجود رئيس جديد منتخب ، والخياران أحلاهما مُر !! 
فمن يطالب بالرئيس أولا يجد أنه من الخطر أن يصاغ الدستور في وجود العسكر حتى لا يتدخل العساكر في صياغته و نفرط في مدنية الدولة ، و رغم أنه حقا مقنعا فالخيار الثاني يقابل نفس المشكلة ، وهي تدخل الرئيس الجديد في صياغة الدستور على النحو الذي يرضيه و يضيف له صلاحيات أكثر .

الآن سوف أبدي رأيي لأيهما أتحيز ، وهي ليست محاولة لإقناعك-حاشا لله- ، فأنا أرى أنه مجرد (خلاف سياسي) بسيط  و ألوم بشدة على من يحوله إلى (مطلب شعبي)  !! فأنا أجد الخيار الثاني أكثر منطقية في الترتيب من الأول لأنه ببساطة شديدة جدا الدستور هو الذي يضع اختصاصات الرئيس القادم وشكل النظام ، فعلى أي أساس يرشح مرشحي الرئاسة أنفسهم أو كيف ينتخبهم الناخب ! 
بالضبط عندما يتقدم شخص إلى وظيفة لا يعلم ما هو عمله تحديدا.

ربما أكون على خطأ تماما ، و لا أؤمن تماما إلا أننا لنا أن نترك هذا الشأن في أيدي من أختارهم الشعب في البرلمان الثوري  ليعبر عن رأي الشعب حقا في هذه المسألة ، و الرقابة الشعبية لها عامل كبير في حالة أي الخيارين ، فمرارة أن يتدخل العسكر لا تقل عن مرارة تدخل "فرعون" جديد في صناعة الدستور و ربما وجود العسكر في الحكم -في الفترة الإنتقالية- و وجود حالة من الرفض الشعبي له تقضي على هذا التدخل على عكس  الرئيس "المنتخب" .

أنا على يقين تماما أن مبارك قد أصبح "عقيما" و لم يعد هناك من نسله إلا من هم في سجون طرة ، وحتى من هم بالخارج يختبئون في جحورهم كالفئران ، و علينا أن ننحي خلافات الآراء جانبا و لا نصنع من أنفسنا أعداءاً لأنفسنا حتى لا نتآكل و تتهاوى قوانا ، و لنكن سماً مدسوساً لهذه الفئران الجائعة و إلا أصبحنا في أحجامهم بصراعتنا السخيفة و عقولنا الضيقة .










الخميس، 26 يناير 2012

صنع العدالة الإجتماعية

وهذا التمييز الواضح ترك في نفوس المصريين شيئا من المرض الذي جعلهم يتركون-لا إراديا- أهم مبادىء الأديان السماوية التي تدعوا إلى الرحمة و الإنسانية في التعامل مع الفقراء ، و أصبح الفقير منبوذا بشكل ملاحظ بين افراد المجتمع ، و تأصلت في نفوسنا رغبة الفقير دائما في الإستغلال أو الطمع فأصبحنا نستنكر بعض حقوقه.

نستطيع أن نقول  أن العدالة الإجتماعية كانت سببا وهدفا للثورة في آن واحد ، فالفساد السياسي الذي وصلت إليه حكومات مبارك ، ساعد  في زيادة الفجوة بين الفقراء و الأغنياء من خلال إنضمام الطبقة المتوسطة إلى صفوف لطبقة لفقيرة بسبب تدني أجور الموظفين حتى أصبحنا نسمع أن هناك من الأسر التي أصبحت تعيش على 250 جنيها شهريا وفردا يستمتع بأموال تعجز الآلات الحديثة عن عدها  ! 

و يجب أن نصدق حقيقة وجود فقراء في المجتمع ، لكن فقراء بالمعنى الإنساني الذي نفهه ، أي لا ينقصهم إلا كماليات الحياة الغير ضرورية التي يتفاخر بها الأغنياء لا أن يكونوا في حاجة إلى أبسط حقوق الإنسان الأساسية كالمأكل و الملبس و المأوى .
لكننا إذا نظرنا إلى حال فقراء مصر وما غلب عليهم من غلب و شقاء ، سوف نجد أن حالهم قد فقد أقل معاني الإنسانية و الكرامة . وقد يعتقد البعض أن الفقراء في حاجة إلى الأموال لإسترداد ما فقدوه من كرامة و فهم لمعنى العدالة الإجتماعية .
لكن العدالة الإجتماعية لن تتحقق إلا بوعي فريقي الأغنياء و الفقراء بجدية حقوق الإنسان التي يجب ان يحصل عليها الفقير ، و من هنا نستطيع أن نجد أن مبدأ المواطنة لا يجب أن يشار إليه فقط بين المواطنين المختلفة عقائدهم أو اجناسهم  ، و إنما هو ضروريا أيضا لفهم معنى العدالة الإجتماعية بين الفقراء والأغنياء  .
فالمواطنة تعني أن يتساوى كل المواطنين في الحقوق و الواجبات ،و مع نظرة دقيقة في المجتمع المصري أيام مبارك سوف نجد أن التمييز الحقيقي لم يكن بين مسلم و مسيحي ، إنما بين فقير وغني.

وهذا التمييز الواضح ترك في نفوس المصريين شيئا من المرض الذي جعلهم يتركون-لا إراديا- أهم مبادىء الأديان السماوية التي تدعوا إلى الرحمة و الإنسانية في التعامل مع الفقراء ، و أصبح الفقير منبوذا بشكل ملاحظ بين افراد المجتمع ، و تأصلت في نفوسنا رغبة الفقير دائما في الإستغلال أو الطمع فأصبحنا نستنكر بعض حقوقه.

وما أسهل أن تلاحظ الفرق في التعامل بين الفقير و الغني في المجتمعات المتقدمة و النامية ، في المجتمعات المتقدمة لا يشعر كلاهما بوجود شيء يختلف في الآخر عنه ، فالفقير لا يعيبه فقره ، و الغني لا تنزهه أمواله . 
وإن كان تساويهما في الحقوق و الواجبات ووعي كل منهما أن كلاهما ذو شأنا في المجتمع سببا أساسيا في ذلك ، إلا أن سلامة النفس الإنسانية  التي يتمتع بها كلاهما ، و النظرة السوية التي ينظر بها كلاهما إلى الآخر عاملان  لا يجب إغفالهما.

و من المؤسف أن نعيش في مجتمع دينه الأساسي يهدف إلى حسن المعاملة الإنسانية  و يرسي المبادئ السامية  في التعامل بين الأفراد، و تكون نظرتنا للفقير فيها شيئا من التحقير و الكبر ، لنبدأ معا في صنع العدالة الإجتماعية بشيء من تغيير أفكارنا و تصرفاتنا التي ابتلانا بها لعهد البائد   ، للأننا نعي عاجلا ام آجلا أنه سيأتي اليوم لتفرض هي نفسها ، فليكن ذلك نوع من التدريب لكل من ظن يوما من الأيام أنه يزيد الفقير بشيء .



الثلاثاء، 24 يناير 2012

المصالح السياسية لا تصنع ثورات


المشكلة تتلخص في سحب المطالب السياسية من على طاولتها والزج بها بين مطالب الشعب في الميدان ، وهي مشكلة بلا نهاية ، فلن يعي من يدافع عن حق شعبي ذلك ولن يتوقف الآخر عن إستغلال ما به من عاطفة ، ولن يتوقفوا عن صنع المطالب السياسية ، و بإخضاعنا لها ، فإننا نمهد الطريق لسلطة ديكتاتورية جديدة تظهر كأنها إرداة شعبية لكنها مصطنعة.


عيش ...حرية...عدالة إجتماعية ! كان هذا ما هتفنا به في 25 يناير 2011 وكان لابد حينها من رحيل مبارك و نظامه الفاسد لتنفيذ تلك المطالب . ونحن الآن 24 يناير 2012 بعد مرور عام كامل على الثورة ، منا من ينتوي الإحتفال بما أنعم الله علينا و منا من يجحد هذه النعمه و يستنكرها ! لكن كلا الطرفين يؤمن بأن الثورة لم تحقق أهدافها حتى الآن !
و أنا في الحقيقة لدي إستفسار غريب ، هو حتى الآن ده الي هو "سنة" صح ! 
يعني ماذا كنت تتوقع أن يحدث في سنة ! ومش أي سنة ! سنة كشفت فيها مدى الخلافات بين التيارات السياسية المختلفة ! 
سنة عرف فيها الأقلية حجمهم الحقيقي ! سنة التحقنا خلالها بسنة أولى ديمقراطية فتعلمنا مجرد قواعد بسيطة  بعد أن كنا لا نفقه شيئا عنها ! سنة فجرنا فيها آمالنا و طموحاتنا بعد أن كنا قد وأدناها حية ! سنة تمت فيها انتخابات ظهرت فيها إرادتنا الحرة ! سنة تكون فيها مجلس شعب مصري لأول مرة يمثلنا!
كنت لأتوقع الكثير من سلطة منتخبة لا من مجلس عسكري مؤقت إرتضت-أغلبيتنا- أن يحكمنا مؤقتنا لحين تسليم السلطة للمدنيين.
أنا شخصيا أعتبر كل هذا مما حققته الثورة ، ولن تسمح لي أخلاقي أن أجحد هذه النعمة و أدعي إنعدام فضلها !
لا أظن أن شعورا كهذا قد يكون متأثرا بالإتجاه السياسي الذي أحمله على قدر تأثره بالإحساس بالإنتماء إلى هذا الوطن و الرغبة في بنائه ، قد نجد ان كثيرا مما أردناه أن يتحقق لم يتحقق كمحاكمة مبارك و حق الشهداء والمصابين و غيرها من المطالب التي لا نستطيع تهميشها على الإطلاق ، لكن أن نطالب بها من العكسر !! أو من الحكومة المعينة من قبل العسكر!! ثم نطالب بإسقاط حكم العسكر !! 

نستطيع ان نستنبط تناقض واضح في ما نزلنا من أجله يوم في 2011 وما دعوا من اجله في أي مليونية آخرى بعد فبراير و ما  يدعون من أجله في 2012 ، وهو للأسف محاولة خلط المصالح السياسية مع المطالبات الشعبية  بمعنى أنه منهم من كان يطالب ببقاء العسكر سنة و سنتين وثلاثة حتى تجهز الأحزاب في تكوين نفسها إستعدادا للبرلمان (مصلحة سياسية) والآن بعد ان ذبل المطلب و جاء الإسلاميون كأغلبية جاءوا ليطالبوا بسقوط حكم العسكر  ! 
وكأن هناك من ينادي ببقاء العسكر ! أو كأنهم يحاولون تلفيق تهمة (الرغبة في حكم العسكر ) في الإسلاميين ، ليثبتوا للشعب أن إختيارهم في البرلمان لم يكن الأمثل ! 

المشكلة تتلخص في سحب المطالب السياسية من على طاولتها والزج بها بين مطالب الشعب في الميدان ، وهي مشكلة بلا نهاية ، فلن يعي من يدافع عن حق شعبي ذلك ولن يتوقف الآخر عن إستغلال ما به من عاطفة ، ولن يتوقفوا عن صنع المطالب السياسية ، و بإخضاعنا لها ، فإننا نمهد الطريق لسلطة ديكتاتورية جديدة تظهر كأنها إرداة شعبية لكنها مصطنعة.

لا أرجو من هذه القوى إلا إسكتمال ما هي عليه لتحميل الشعب أكثر بالكفر بها ، مع ترك الفرصة لمن يعمل حقا لصالح هذا الوطن ، وإن كانوا يثيرون شفقتي أحيانا حينما أجدهم يتحدثون عن الثورة و كأنها غاية ، فإن كانت حقا هي غايتهم ، فغايتنا أسمى و أرفع .
غايتنا هي بناء دولة القانون و العدل ، الدولة التي يستظل بها مواطنوها في جو من الحرية و الراحة و التي وجد الشعب في الثورة وسيلته لتحقيقها بعد ان ذاق المرار .

الخميس، 12 يناير 2012

الصورة شبه الكاملة

كتب في 20 سبتمبر 2011 

أحاول أن أتخيل الصورة شبه كاملة بعد وصول الإسلامييين لحكم مصر ، إذا تخيلت هذه الصورة وأنا مصرية ذات توجه إسلامي ، مالي إلا أن أرى حدائق تملأ البلاد ، نعيم ينغمس فيه المصريون ، زي إسلامي يسود الشارع ، نهاية لمظاهر الكفر والإلحاد من إعلانات في الشوارع أو أزياء في المحلات ، أما عن الناحية السياسية فلي أن أرى عداوة إسرائيل ، إقتراب تحرير القدس ، إنهيار امريكا !!! 
على الجانب الآخر ، أتخيل الصورة من وجهة نظر علمانية ، لا مكان للنساء في أماكن العمل ، تحريم لكل ما هو ترفيهي ، فرض الحجاب وإن لم يكن النقاب كزي رسمي، الهجرة الكثيفة للمسيحيين ، قطع علاقاتنا بمعظم الدول الصناعية المسيحية ، توطيد العلاقات بين مصر وإيران  ومصر وحماس !!!

وإن كنت أبالغ بعض الشئ في كلا التصورين ، إلا أني لا أنكر تماما على العلمانيين خوفهم إذا كان هذا يمثل جزء من تصورهم ، ولا ألوم هجومهم الشديد على الفكر الإسلامي ووصوله للحكم في مصر ، و أتصور بقاء هذا الهجوم حتى إذا وصل الإسلاميون للحكم مهما كانت إنجازاتهم.

وعن النموذج التركي الذي يحاول كل من الطرفين إنسابه لنفسه و التدليل على ذلك ببقاء علمانية الدولة او توجه الحكومة الإسلامي ، ولا ينظر كل منهما إلى السبب الحقيقي وراء نجاح هذا النظام على قدر النظر إلى الأفكار التي لا حول لها ولاقوة ، ويتجاهل إصلاحات الحكومة التركية العملية وينطر فقط إلى مواقفها من امريكا وإسرائيل ، رغم أن هذه المواقف لم تتخذها تركيا ضد إسرائيل من الباب للطاء ، وهي مجرد ردود افعال منطقية للعدوان الإسرائيلي الذي يتعدى على حقوق الدولة ، فلا تعتبر تركيا بذلك بطلا يقف في وجه العدو ، لكنها ترد على أفعال إسرائيل التي تنتهك حقوق دولتها وتحاول حفظ كرامة مواطنيها يعني بالعربي "مجبر اخاك لا بطل" .

ليس هذا تقليل من شان الموقف التركي لكنه مجرد توضيحا لكل من يعتفد ان مواقف الحكومة التركية تنبع من فكرها الإسلامي البحتي الذي يعادي سرطان الشرق إسرائيل وبعبع الغرب - أمريكا- و أن تركيا بذلك تحارب من أجل الإسلام .

وإذا تخيلنا وصول الإسلاميين للحكم ، فلنا أن نتخيل طريقة تعاملهم مع التيارات الأخرى في مصر :
1- تجاهلا تاما ، وإستهزاءا بقواهم وقدراتهم في التأثير في الناس.
2-تعاون نسبي بين السلطة الإسلامية والقوى الآخرى يهدف إلى إصلاحات إجتماعية و إقتصادية بعيدا عن خلافات الرأي.
3-تشويها لأفكار القوى الأخرى ,، و إستغلال السلطة في تنفير الناس من هذه القوى والأفكار.

هكذا أتخيل الصورة الكاملة بإحدى الثلاث نقاط وإن كنت أفضل الإختيار الثاني في تعامل أي حكومة مع خصمها ، إن كانت تبحث عن المصلحة العليا للبلاد بعيدا عن الأفكار او الآراء.

الفتاة وكاميليا" وجهان لعملة واحدة"

كتبت هذا المقال أثناء أحداث مجلس الوزراء ، لكني تعمتد ألا أنشره لتعاطفي الشديد مع شخص الفتاة التي تعرت في التحرير.

تعاطفت شديدا مع الفتاة التي عراها العساكر ، لكن هذا التعاطف لم يمنعي من التفكير في الموقف دون عاطفة تؤثر على رأيي ، ما حدث للفتاة هو أبشع ما يمكن أن يحدث لفتاة حقا ، وهو أبشع ما يحدث لوطن أيضا.

لكني تذكرت حينها حادثة "كاميليا" التي فجرها السلفيون وكيف تم إختزال قضية "دين" في قضية "فرد" ، و تعاطف معها السلفيون بشدة و إعتبروا الدفاع عنها دفاعا عن الدين وحرية العقيدة ، وكما رأيت التشدد الواضح في عيون من تشدد لهذه "الكاميليا" ، رأيت نفس التشدد في من تشدد لهذه "الفتاة".

وقبل أن تسألني في نفسك "كان ده برضه حيبقى موقفك لو كان ده حصلك ولا حصل لأختك ؟؟" أستطيع أن أرد عليك بكل صراحة "نعم"  أنا لا انكر تماما بشاعة ما تعرضت له الفتاة , و كيف انتهك عرضها أكثر من مرة عندما تحدث عنها خنازير الإعلام بطريقة غير لا ئقة ، و أدافع عن حقها في ان ترتدي ما تريد و حتى لو كانت سبت الجنود أو فعلت ما فعلت , مازال لدي العديد من الأسباب لكي أستمر في الدفاع عنها .

لكن ما لا أقدر عليه هو إختزال قضيه "الوطن" في قضية "الفتاة" كما فعل السلفيون سابقا ، بالضبط ما فلعه البعض حين نادى للنزول من أجل التعاطف مع "الفتاة" .

سواء "الفتاة" أو "كاميليا" ، لكلاهن حقا لن يأتي به إلا القضاء ، سواء بمقاضاة العساكر الذين أرتكبو هذه الجريمة الشنعاء أو ترك الحرية لكاميليا لكي تختار دينها .

وسواء كان تعاطفك مع أحداهن أكثر من الاخرى - على حسب تقديرك لأولويات الأمور- فأنا شخصيا تعاطفت مع الفتاة أكثر ، إلا أن التظاهر من أجلهن -على السواء- وحرق الكنائس و سد الشوارع لن يستعيد حقهن ، لكن ربما يزيد من أمثالهن الضعف ، وتتحول قضية الوطن إلى قضية ثأر ونحيد عن مسار الإصلاح الذي أتاحته لنا الثورة .

ولو أنت ممن تعاطف أكثر مع الفتاة ، ومازلت تعتقد أن التظاهر والإشتباك مع الجيش واجب لإرجاع حقها ، فلا تلوم على السلفيين حرق الكنائس وهدمها لإرجاع حق "كاميليا" ، فكل حسب أولوياته ! 
ولو كنت سلفيا أو متعاطفا أكثر مع كاميليا ، وترى أنه واجب تفتيش الكنائس وهدمها وحرقها لإرجاع حقها ، فلا تلوم على الإشتراكيين إنفعالهم ودعواتهم للتظاهر من أجل الفتاة ، فكل حسب أولوياته! 

و كدعوة إلى جميع التيارات ، لتكن أولوية الوطن ما نسعى إليه و ننحي قليلا عصبياتنا جانبا و نأمل عهد جديد اكثر حفاظا على حقوق الأفراد في ظل برلمان الثورة القادم في 23 يناير لنبدأ في جني ثمار الثورة بعد مرور عاما كاملا كان من أصعب الأعوام التي مرت على مصر ، وشهدنا فيه دروسا عن الديمقراطية من أصعب ما يمكن أن نتعلم منها.