الخميس، 14 يوليو 2011

تبريرا للإخوان!

ليس من الغريب أن تتشابه الأحداث على مر التاريخ , لكن قطعا من الغريب أن تتشابه المواقف خصوصا إذا كانت خاطئة. هذا ما يعتقده البعض تجاه جماعه الإخوان المسلمين الآن لتشابه موقفها أيام ثورة يوليو مع حكومة عبد الناصر التي شكلت بعد الثورة من الانحياز الشديد لهذه الحكومة والوقوف بجانبها و بجانب مجلس قيادة الثورة , والآن يقف الاخوان بجانب المجلس العسكري وحكومة شرف .

يعتقد بعض السياسين أن هذه سياسة الإخوان على مر العصور , يقفون بجانب الحكومات في باديء الأمر لكي يحصلو على ما يرغبون من مطامع حتى تكشفهم-هذه الحكومة- على حقيقتهم وتنكل بهم في النهاية.
ولكن ربما أنحاز إلى وجهة النظر الآخرى وهي أن الإخوان ليسو بهذا الغباء, وليست لهم سياسة معينة بينما تتغير بتغير الأحوال والظروف , وربما لو نظرنا إلى الأمور أكثر عمقا لأكتشفنا كيف يفكر الإخوان.

وإذا وجب علينا أن ننظر إلى مواقف الإخوان الغريبة , فلا يجب أن نغفل عن موقف كلتا القيادتين .
لقد كان موقف عبد الناصر تماما ضد تشكيل برلمانا في ذلك الوقت وذلك بسبب خوفه من سيطرة النحاس - والذي كان يحظى بشعبية كبيرة في ذلك الوقت- على مقاعد البرلمان مرة أخرى وان يسيطر على الحكم أشخاص غير من قاموا بالثورة , أي انه كان ضد الديمقراطية وإتاحة للشعب حقه لتحديد مصيره, ووقف الإخوان بجانبه لانهم راو في ذلك مصلحة للوطن في وقتها.
ولن يغفل عن بالي أن البعض سوف يعتقد أن السبب وراء هذا الموقف من الإخوان هو تلاقي المصالح , ولكن ينفي ذلك عن الإخوان تماما موقفهم من عبد الناصر عند توقيع اتفاقية الجلاء مع الإنجليز والتي لم تكن في صالح الدولة المصرية , و لم تكن بمثابة جلاء حقيقي عن مصر. ولو أن الإخوان يبحثون عن مصالحهم الشخصية , لوقفوا بجانب عبد الناصر وأيدو الإتفاقية حتى يرضى عنهم. وموقفهم من الدخول في التشكيل الوزاري في ذلك الوقت,حيث رفض الهضيبي أن تحتوى الحكومة الجديدة على أي فردا إخوانيا.

أما الآن , فموقف المجلس العسكرى مختلف تماما حيث أنه يريد التعجيل بإنتخابات برلمانية حقيقية تحقق إرادة هذا الشعب , وتعطي له الحق في عمل دستور جديد يعبر عنه , فلا يحتاج الإخوان من يبرر موقفهم الآن , فكيف يتهم من يقف بجانب الديمقراطية بالتواطؤ؟

وربما نجد موقف من يعارض الانتخابات متفق مع موقف جمال عبد الناصر , حيث أن الليبراليين الآن يخافون من سيطرة الإخوان على الحكم , وإذا تصورنا أن البديل هو الحكم العسكري-كما فعل عبد الناصر- فسوف نجد هؤلاء ضد الديمقراطية الحقيقية .
ونستنبط من ذلك أن الإخوان قد تعلموا درسا من تجربتهم السابقة.
للأسف عودنا النظام القديم على إستغلال المناصب بدلا من تحمل المسؤلية , لذلك نجد خوف الشعب من سيطرة الإخوان على مقاعد المجلس هو أن يقوموا بما كان يفعل الوطني قديما . ورغم انه لا يوجد وجه شبه بين الفريقين , ولا حتى بين مواقفهم .
فالإخوان لن يزوروا الإنتخابات لكي يحصلو على مقاعدهم في مجلس الشعب , بينما يصوت لهم مؤيدوهم مما يجعل ولاءهم الأول و الأخير لهذا الشعب.


ولا أ عتقد على الإطلاق أن من مصلحتهم خوض المعركة الإنتخابية بشراسة , فلو فاز الإخوان في الدورة القادمة فوزا ساحقا - كما هو متوقع- سوف يؤدي ذلك إلى تناقص شعبيتهم في السنوات القادمة , لأن المجلس القادم لن يستطيع أن يحقق من تطلعات الشعب المصري إلا القليل, كما أنه لديه العديد من الأزمات والمشاكل من مخلفات النظام السابق ليواجها .
ربما يسعد لذلك بعض الليبراليين والعلمانيين , ولكن لن تستمر هذه السعادة طويلا إذا لم يبدأ هؤلاء بأفعال حقيقة على أرض الواقع. ولنجعل هذه الشعب يقرر ما  يصلح له.



هناك تعليق واحد:

  1. ولكن لن تستمر هذه السعادة طويلا إذا لم يبدأ هؤلاء بأفعال حقيقة على أرض الواقع. ولنجعل هذه الشعب يقرر ما يصلح له.
    تمامًا ... الشعب ليس من السهل بما كان أن يخدعه أحد أو نخبة معينة كما أثبت ..
    وعلى كل العمل الذي سيؤدي به إلى ما يصبو
    ولا أعتقد أن الطريق لنجاح أي فصيل أن يبقى يومه وليلته يسب في غيره وينتقده بشكل غير موضوعي .. فـ وحدها الصناديق من تظهر التنافس ..

    ردحذف