الثلاثاء، 21 فبراير 2012

أن تكون فردا في أسرة إخوانية !


يبدوا أنني سأظل دائما أتحيز للإخوان و أتعصب لهم ، فكلما شعرت أني أبالغ في الدفاع عن الإخوان ، يدفعني ما أراه في صبرهم و قوة تحملهم لإيذاء الكلمات الجارحة أن أستمر في الدفاع عنهم ، و أعترف أن هذا التحيز ربما يكون مرضا لكن ما أجمله! مرضا لا يرغب المريض في أن يُعالج منه.

فهذا مرض يُصاب به كل فرد تربى داخل أسرة إخوانية سواءا كانت الأسرة العادية التي يقصد بها الأم و الأب أو الأسرة داخل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين. فكم أشتاق إلى أسرتي التي أبعدتني عنها الثانوية العامة و أشغالها و أبكي أحيانا حين أتذكر ما كنا نفعله معا أنا و إخوتي من أعضاء هذه الأسرة . كنا كالأخوات بل أشد ، تربطنا علاقة أقوى من ثرثرة الفتيات التي لا تجلب إلا المعاصي ، علاقتنا كانت سرية و ربما لا يعلم عنها الكثير لكن هي من أفضل ما حدث لي في حياتي.

و أنا الآن شديدة الندم لبعدي عن هذه الأسرة الروحانية التي كانت دائما تذكرني بطاعة الله و كان أفرادها أشد حرصا مني على عدم إرتكابي المعاصي ، ما زلت حتى الآن أطبق نصائحهن و أسمع أصوات ضحكاتنا معا .  هل تظنني أمزح ؟؟ و أتحدث عن يوتوبيا ؟؟ أو أبالغ ولو حتى قليلا ؟؟ لا حقا أنا أتحدث عن أحفاد حسن البنا مجدد الإسلام في القرن العشرين فكيف كنت تحسبهم ؟؟! وهل يمكن أن أُلام على حبي الشديد لهن ؟؟ 

أما عن أسرتي العادية الإخوانية ، فربما أحيانا أشعر بإبتعاد من الأب الذي تشغله دعوته في الجماعة و أشتاق أحيانا لأمي التي تملأ دعوة الإخوان حياتها ، فألوم عليهما أحيانا ثم أتذكر أنني لدي والدان يجاهدان في سبيل الله من أجل دعوته فيصيح قلبي "يا فرحتي" . ما أجمل من أن يكون لك أبا و أما يعملان معا من أجل هدف واحد في سبيل الله لا ينتظران أي مقابل أو مدح ، و رغم إنشغالهم فهم أشد قربا مني ، دائما ما يحدثاني عن سيرة النبي و عن صحابته كما زرعوا داخلي منذ صغري أن الإسلام حلا فلم أستشعر ولو للحظة منهما أنه مجرد شعارا يتباهون به ، بل كانت دائما أخلاقهم دليلا.

و أنا أخرج فأرى من يسبهما و يخونهما فأنهار في داخلي و أصيح ذعرا في من يفعل ذلك ثم أعود إليهما لأحتضنهما و أقبلهما و أشكي لهما و أذكر ما قيل عنهما فيبتسمان كأني رددت فيهما شعراً و يقول أبي : إهدئي يا صغيرتي ، فلا نفعل ما نفعله إلا إبتغاء مرضاة الله و لا ننتظر من الناس مديح أو نفاق. فأتعجب وأسأل نفسي : هل هؤلاء ملائكة ؟؟  فتفهم أمي حيرتي من علامات و جهي فتبتسم لي في حنان قائلة : إنه الإيمان بالله ما يقوينا ويثبتنا ، هذه الرابطة القوية التي تجمعنا ، فنحن قوم إرتضينا أن ندعوا إلى الله ، فعلينا أن نتحمل ما يتحمله الدعاة من أذى ، فما بالك واجمة ؟؟ لا تبالي 
فأضحك و أنصرف إلى حجرتي يرقص قلبي فرحا بما رزقني الله 
ومالك تعجب ؟؟! 
هؤلاء هم الذين بايعوا محمدا على الجهاد 

هناك تعليقان (2):

  1. لقد ابكيتيني يابسمتي
    هؤلاء هم الاخوان الذين لايعلمهم الا الله ثم من عرفهم عن قرب فكم عانوا في ظل نظام ظالم وفاسد وهم الآن يعانون من ظلم آخر لكن كل هذا لايثنيهم عن الطريق تقبل الله من كل الاخوان والاخوات وبارك لنا فيكم فانتم غرسنا الذي غرسناه وان شاء الله حصادنا الذي نحصد منه في الدنيا والاخرة

    ردحذف
  2. الدفاع عن الاخوان بالنسبه لكى ليس مرضا حتى و لو كان تعصبا لانك لست فرد فى اسره اخوانيه انما انتى اخوانيه بالفعل الاخوان فكره قبل ان يكونوا تنظيم و الفكره من الواضح تحكمها فيكى بشده لذلك لا تعجبى من دفاعك عن الاخوان فانتى تدافعى عن دعوتك..

    اما عن الاخوان الذين يتحملوا كل تلك الصعاب دون انتظار شكر او مدح فكذلك هم الاخوان عرفناهم و عشقناهم.

    ردحذف