وهذا التمييز الواضح ترك في نفوس المصريين شيئا من المرض الذي جعلهم يتركون-لا إراديا- أهم مبادىء الأديان السماوية التي تدعوا إلى الرحمة و الإنسانية في التعامل مع الفقراء ، و أصبح الفقير منبوذا بشكل ملاحظ بين افراد المجتمع ، و تأصلت في نفوسنا رغبة الفقير دائما في الإستغلال أو الطمع فأصبحنا نستنكر بعض حقوقه.
نستطيع أن نقول أن العدالة الإجتماعية كانت سببا وهدفا للثورة في آن واحد ، فالفساد السياسي الذي وصلت إليه حكومات مبارك ، ساعد في زيادة الفجوة بين الفقراء و الأغنياء من خلال إنضمام الطبقة المتوسطة إلى صفوف لطبقة لفقيرة بسبب تدني أجور الموظفين حتى أصبحنا نسمع أن هناك من الأسر التي أصبحت تعيش على 250 جنيها شهريا وفردا يستمتع بأموال تعجز الآلات الحديثة عن عدها !
نستطيع أن نقول أن العدالة الإجتماعية كانت سببا وهدفا للثورة في آن واحد ، فالفساد السياسي الذي وصلت إليه حكومات مبارك ، ساعد في زيادة الفجوة بين الفقراء و الأغنياء من خلال إنضمام الطبقة المتوسطة إلى صفوف لطبقة لفقيرة بسبب تدني أجور الموظفين حتى أصبحنا نسمع أن هناك من الأسر التي أصبحت تعيش على 250 جنيها شهريا وفردا يستمتع بأموال تعجز الآلات الحديثة عن عدها !
و يجب أن نصدق حقيقة وجود فقراء في المجتمع ، لكن فقراء بالمعنى الإنساني الذي نفهه ، أي لا ينقصهم إلا كماليات الحياة الغير ضرورية التي يتفاخر بها الأغنياء لا أن يكونوا في حاجة إلى أبسط حقوق الإنسان الأساسية كالمأكل و الملبس و المأوى .
لكننا إذا نظرنا إلى حال فقراء مصر وما غلب عليهم من غلب و شقاء ، سوف نجد أن حالهم قد فقد أقل معاني الإنسانية و الكرامة . وقد يعتقد البعض أن الفقراء في حاجة إلى الأموال لإسترداد ما فقدوه من كرامة و فهم لمعنى العدالة الإجتماعية .
لكن العدالة الإجتماعية لن تتحقق إلا بوعي فريقي الأغنياء و الفقراء بجدية حقوق الإنسان التي يجب ان يحصل عليها الفقير ، و من هنا نستطيع أن نجد أن مبدأ المواطنة لا يجب أن يشار إليه فقط بين المواطنين المختلفة عقائدهم أو اجناسهم ، و إنما هو ضروريا أيضا لفهم معنى العدالة الإجتماعية بين الفقراء والأغنياء .
فالمواطنة تعني أن يتساوى كل المواطنين في الحقوق و الواجبات ،و مع نظرة دقيقة في المجتمع المصري أيام مبارك سوف نجد أن التمييز الحقيقي لم يكن بين مسلم و مسيحي ، إنما بين فقير وغني.
وهذا التمييز الواضح ترك في نفوس المصريين شيئا من المرض الذي جعلهم يتركون-لا إراديا- أهم مبادىء الأديان السماوية التي تدعوا إلى الرحمة و الإنسانية في التعامل مع الفقراء ، و أصبح الفقير منبوذا بشكل ملاحظ بين افراد المجتمع ، و تأصلت في نفوسنا رغبة الفقير دائما في الإستغلال أو الطمع فأصبحنا نستنكر بعض حقوقه.
وما أسهل أن تلاحظ الفرق في التعامل بين الفقير و الغني في المجتمعات المتقدمة و النامية ، في المجتمعات المتقدمة لا يشعر كلاهما بوجود شيء يختلف في الآخر عنه ، فالفقير لا يعيبه فقره ، و الغني لا تنزهه أمواله .
وإن كان تساويهما في الحقوق و الواجبات ووعي كل منهما أن كلاهما ذو شأنا في المجتمع سببا أساسيا في ذلك ، إلا أن سلامة النفس الإنسانية التي يتمتع بها كلاهما ، و النظرة السوية التي ينظر بها كلاهما إلى الآخر عاملان لا يجب إغفالهما.
و من المؤسف أن نعيش في مجتمع دينه الأساسي يهدف إلى حسن المعاملة الإنسانية و يرسي المبادئ السامية في التعامل بين الأفراد، و تكون نظرتنا للفقير فيها شيئا من التحقير و الكبر ، لنبدأ معا في صنع العدالة الإجتماعية بشيء من تغيير أفكارنا و تصرفاتنا التي ابتلانا بها لعهد البائد ، للأننا نعي عاجلا ام آجلا أنه سيأتي اليوم لتفرض هي نفسها ، فليكن ذلك نوع من التدريب لكل من ظن يوما من الأيام أنه يزيد الفقير بشيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق