لنسترجع ما حدث تقريبا منذ 9 أشهر , اتحدث عن التظاهرات التي دعا إليها مجموعة من الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي و لاقت إستعداد شعبي كبير فتحولت إلى ثورة , ثم حققت هذه الثورة أول مطلب من مطالبها وهو تنحي الرئيس مبارك .
لنتخيل الآن أن الثورة لم تحدث , وأعلن مبارك تنحيه عن الحكم أوحدثت انتخابات نزيهة فأنتقلت السلطة إنتقالا حقيقيا لرئيسا و حكومة حقيقية منتخبة من الشعب . والآن نحن في صدد وعود من قبل هذه الحكومة بالإصلاح الإقتصادي والتعليمي ....إلخ و مر حتى الآن حوالي 9 شهور على بقاء هذه الحكومة ولم نر شيئا ملموسا حتى الآن , بل مازال الوضع كما كان عليه أيام مبارك أو أقل سوءا بقليل لكنه لا يتناسب مع وعود السلطة الجديدة .
نرى الآن أنه لا بديل عن التظاهر أمام هذا الفساد , وبعد أول مليونية قمنا بها , استجابت الحكومة المنتخبة لجميع المطالب.
لنعد الآن إلى أرض الواقع قمنا بثورة منذ حوالي 9 أشهر , وما ترتب عليها هو تسيير المجلس العسكري وحكومته لفترة انتقالية حتى انتخاب رئيسا جديدا وحكومة منتخبة للبلاد , وتلقينا وعودا عديدة من المجلس العسكري وحكومته المعينة بالتطهير والإصلاح وتسليم السلطة للمدنيين ...إلخ , وحتى الآن لم يتحقق منها إلا القليل رغم مرور 9 أشهر زادت فيها المحاولات بقيام مليونيات من قبل قوى شعبية عديدة ولكن المجلس العسكري مازال يتباطئ و يتحجج .
فما هو الفرق بين الحكومة الأولى والمجلس العسكري وحكومتة ؟؟ الفرق هو أن ولاء الحكومة الأولى للشعب أولا وأخير جاء بها ويستطيع أن يسقطها , أما عن المجلس العسكري فحدث ولا حرج عن الولاءات الغير شعبية إلى جانب طبيعته العسكرية التي لا تقبل النقاش في القرارات.
وإن كانت وسيلة التظاهر قد نجحت مع نظام منتخب لا يسعى إلا لمصلحة البلاد , فليس من المنطقي أن نسلك نفس المسار في التعامل مع مجلس نشكك في نواياه في تسليم السلطة و تحقيق المطالب الشعبية , وإن كدت أصدق ان المليونيات الأسبوعية تنجح في الضغط على المجلس في تنفيذ بعض المطالب , ولكن سرعان ما أدركت أن هذا فقط ما يبدو بعد مليونية 9 سبتمبر التي استغلها المجلس العسكري في المحاولة لتطبيق قانون الطوارئ , ولا أقول أنها كانت خطأ المتظاهرين ولكنها "تلكيكة" للمجلس العسكري , ولم يستجب فيها المجلس العسكري كما يبدو لأي مطالب بل زادت الاوضاع سوءا , وخسرت هذه المليونيات تأييد فئات الشعب السبب الرئيسي في نجاح الثورة .
اما عن المطالب التي نفذت , فربما يكون السبب وراء تنفيذها ضغط القوى الوطنية على المجلس العسكري سياسيا بعيدا عن مليونيات الشارع التي أصبحت ضغطا على الشارع أكثر من المجلس العسكري.
ولا ألوم قوة كبيرة مثل جماعة الإخوان المسلمون على عدم المشاركة في هذه المليونيات , فلم يكن ليتحمل عواقب مليونية 9 سبتمبر غير الاخوان لو كانوا شاركوا , ولا يجب أن ننسى عشق الإخوان للتنظيم الذي يفقده شباب المليونيات.
أرى أننا بدلا من لوم الاخوان على عدم نزولهم و تلفيق التهم وتحليل نواياهم , نبحث عن وسيلة اخرى للضغظ على المجلس العسكري بدلا من انتظار الاخوان وتعليق فشلها على شماعة الاخوان لاننا نريد الحفاظ على مصر مش بلد "الاخوان" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق